(نحن لم نصل السلطة عبر التعهد بطرد السوريين ..فتحنا أبوابنا أمامهم بعد محاولة حكومة بلادهم قتلهم لقد وفرنا لهم الحماية)
أردوغان في رده يوم الجمعة على تعهد رئيس حزب الشعب الجمهوري بترحيل السوريين، في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية عام 2023.
هذه التصريحات والتصريحات المضادة تعكس حالة التجاذبات الداخلية التي تعيشها تركيا في عدة ملفات، منها ملفات قديمة هي قضية اللاجئين السوريين والأفغان، وملف حديث هو الحرائق التي طالت مئات الهكتارات، في وقت متزامن وصل الى 208 حريق، اتهمت المعارضة الحكومة فيها بالتقصير، وطالبتها بقبول المساعدة الخارجية، وأطلقت تغريدات “استقالة الرئيس إردوغان”، و”ساعدوا تركيا” بينما ردت الحكومة بأن الهدف منها إعادة تركيا الى التبعية الخارجية ونشر الخوف والذعر لتحقيق مكاسب سياسية.
لكن يبدو أن الملف الذي تفضل المعارضة التركية استحضاره دائماً هو السوريون وعملهم وأسلوب معيشتهم والخدمات (التفضيلية) التي تدعي المعارضة أنهم يتلقونها على حساب المواطن التركي (الفقير).
ومما يزيد الأمر سوءاً صدور هذا التضليل من قادة رأي وسياسيين عملوا على نشر الأكاذيب عن السوريين، بهدف تحقيق المكاسب في الانتخابات القادمة وربطوا تحقيق الرفاهية بعودة اللاجئين.
وقد أشارت رئيسة حزب الجيد ميرال أكشنار أن عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم بشكل عاجل يضمن السلام والرفاهية للشعبين السوري والتركي.
وصل الأمر بالمعارضة التركية إلى حد استخدام إجراءات عنصرية تجاه اللاجئين السوريين، فقد فرض رئيس بلدية بولو التابع لحزب الشعب الجمهوري المعارض زيادة بمقدار عشرة أضعاف على ضرائب فواتير المياه الخاصة بالسوريين، وتعهد بالتضييق عليهم لدفعهم لمغادرة تركيا، ليرد عليه ياسين أقطاي نائب الأمين العام لحزب العدالة في مقالته بـ(يني شفق) تحت عنوان (هل انعدم العقل السليم في قضية اللاجئين؟ )…
ونحن نتساءل معه هل انعدم العقل حقاً بالتعامل مع اللاجئين السوريين كما هي الملفات العالقة بين المعارضة والحكومة التركية، أم أن حمى الانتخابات التي تعقد 2023 قد بدأت مبكراً وعلى السوريين عصب رؤوسهم معها؟
محمد مهنا
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع