“بعد كل شي صار معي مابتوقع أنه أرجع عيد هالمغامرة مرة تانية وخاطر بحياتي وحياة ولادي، الشي الي صار معنا عالطريق كابوس ومابتمنى أرجع شوفو”.
لم تكن سوى كلمات بسيطة تعبر عن معاناة عاشتها “أم عبدو”، خلال سؤالنا لها عن رغبتها في الدخول إلى سوريا بعد إعلان قرار فتح معبر باب الهوى والسماح للسوريين بالدخول إلى بلادهم في إجازة العيد.
بعد إعلان ولاية “هاتاي” التركية، في 30 أيار الماضي، السماح للاجئين السوريين بالدخول إلى سوريا في زيارة لبلدهم، لقضاء شهر رمضان وعطلتي عيد الفطر والأضحى، محددة لهم مواعيد دخول وخروج السوريين الذين يزيد عددهم عن 3 ملايين سوري متواجدين في تركيا، دون أن تلزمهم بالعودة أو البقاء.
وفي حديث للمركز الصحفي السوري عبر السكايب مع “أم عبدو” البالغة من العمر 33 عاماً قالت فيه:” بعد مازاد القصف على مدينة ادلب واتهدم نص بيتي قررت آخد ولادي وأطلع تهريب عتركيا، خاصة بعد ماسافر جوزي على هولندا وماقدر يبعت ياخدنا لعنده لانه ماأخد الإقامة لهلأ، صرت خاف كتير على ولادي الأربعة فقررت خاطر وجرب حظي بالدخلة تهريب على تركيا، وفعلا اتفقت مع مهرب ليطالعنا من منطقة حارم مقابل 700 دولار لكل شخص، ضلينا نمشي حوالي 6 ساعات ولما قربنا نوصل عالحدود بلش ضرب الرصاص علينا من الجندرمة التركية ونفدنا بأعجوبة “.
وتتابع قائلة: “بالأول دخلو 2 من ولادي وبقينا أنا وبناتي التنتين وصار قلبي متل النار أنا برا وتنين من ولادي جوا، عشت أسوأ لحظات بحياتي لحتى حالفنا الحظ أنه ندخل، لهيك مابفكر أبدا أرجع لسوريا حتى بزيارة العيد لأنه بخاف أرجع عيش هالكابوس مرة تانية وخاصة ماضل عندي بيت أرجع لأقعد فيه بادلب”.
ومن جهتها؛ أعلنت تركيا أن الزيارة ستمتد من 1 وحتى 23 من حزيران الماضي عبر معبر باب الهوى. كما أنه بإمكان المغادرين دمج عطلة عيد الفطر مع عيد الأضحى والبقاء في سورية لغاية 30 أيلول القادم.
علماً أن؛ عدد السوريين المغادرين تركيا وصل خلال الأيام الأولى من القرار نحو 470 ألف سوري بحسب وكالة “الأناضول” للأنباء.
وأوضح لنا الشاب “أحمد” من مدينة كفرتخاريم البالغ من العمر 20عاماً “صرلي 4 سنين بتركيا عم اشتغل بمعمل خياطة بس مافي النا مستقبل هون. صح تركيا ماقصرت معنا بس أجار العامل 1100 ليرة تركية بالشهر ماعم تكفيني أجار كهربا ومصروف اكل وبيت مع أنه نحن 10 شباب مستأجرين غرفتين ومطبخ وحمام لحتى تخف المصاريف علينا ومع هيك ماقدرت وفر ألا القليل لهيك رح أبقى بسوريا وعيش بين أهلي وناسي”.
كما يرى الكثيرون أن هناك أعداد كبيرة من السوريين لن يبقوا في سوريا بعد انتهاء مدة إجازة العيد خوفاً من وضع المناطق المحررة وأن النظام يمكن بأي لحظة أن يخترق أي هدنة ويحول البلد إلى رماد.
أبو أحمد البالغ من العمر 47 عاماً ” اطلعت لتركيا تهريب من شغلة سنتين وفتحت محل سمانة بمنطقة “أنقرة” والحمدلله مستورة معنا ولما تخلص زيارة العيد رح أخد ابني ومرتي وأرجع لتركيا صح صار في هدنة بادلب بس بخاف أنه نرجع لهديك الأيام السودا من قصف وطيران ونزوح من ضيعة لضيعة وأنا ماعندي غير هالولد وماني مستعد لأخسرو”.
وتستمر المعاناة سواء لمن يعيش داخل دائرة الحرب أو حتى خارجها في بلاد أخرى.. ليبقى السؤال المطروح على الدوام متى سيعود المهجرون إلى الوطن؟ أم أن العودة باتت شيئاً من الخيال؟
المركز الصحفي السوري – ديانا مطر