تعاني الألعاب الفردية في الرياضة السورية الحرة من قلة الدعم المادي والمعنوي لها في ظل الظروف غير المستقرة في الداخل السوري، هذه المعاناة جعلت الرياضيين يشكون حالهم في مناسبات كثيرة مطالبين أصحاب الشأن بمساواتهم على الأقل بالرياضات الجماعية، وبالأخص كرة القدم وما يقدم لها من دعم.
حال الألعاب الفردية تطرق له البطل السابق والمدرب الدولي حاليًا برياضة المصارعة الكابتن “هاشم سواس”، وهو واحد من الرياضيين الأحرار الذين بدؤوا نشاطهم الرياضي بعيدًا عن نظام الأسد في حلب وريفها منذ عام 2013.
ولخّص “السواس” المشاكل التي تواجه الرياضات الفردية في المناطق المحررة في ظل وجود معوقات عدة من جهة، وتقصير القيادات الرياضية التي تولي اهتمامًا أكبر للألعاب الجماعية من جهة ثانية، رغم توفر خبرات وكفاءات تدريبية ومواهب قادرة على تمثيل الرياضة الحرة في جميع المحافل.
وفي تصريح لـ صدى الشام قال السواس “من بين الرياضيين الموجودين في سوريا الحرة هناك أبطال على المستوى العربي والآسيوي والأولمبي أمثال ماهر عاصي بطل آسيا بالملاكمة، وأحمد سواس البطل الأولمبي في رياضة الجمباز، وعبد العزيز سواس بطل مصارعة، وسامر زيتان البطل في كمال الأجسام، وجميعهم قادرون على تقديم إنجازات دولية على أعلى مستوى، وبالنسبة للمدربين هناك من لديهم خبرة كبيرة في المجال التدريبي وتخرّج على أيديهم أبطال كثر”.
واعتبر “السواس” أن تحسين واقع الألعاب الفردية هو قضية وطنية إنسانية في المقام الأول، وأضاف “لقد بدأت بتجميع أكبر عدد من أبطال الألعاب الفردية للعمل على تنشئة جيل رياضي للمستقبل، ومن يستطيع تقديم شيء للطفل السوري نحن معه بغض النظر عن تسميته أو الجهة التي يتبع له، لاعبونا الصغار بحاجة لصالات ومعدات تدريبية، ومن لا يقدر على تقديم هذه المستلزمات فنحن غير مستعدين لإعطاء ولائنا له أياً يكن”.
وتحدث السواس عن الجهود التي بُذلك في الفترة السابقة بالقول: “بعد تحرير حلب قمنا أنا والعديد من الرياضيين من بينهم الكابتن أبو نديم الخطاط بتجميع الأبطال من كافة الاختصاصات، وجمعنا المعدات التدريبية من هنا وهناك حتى أنشأنا صالة متواضعة نُمارس فيها رياضتنا، ولم نطلب أية مساعدة مادية من أحد”.
وأوضح “تابعنا نشاطنا الرياضي الذي توسع لعدة ألعاب من بينها الجودو والكاراتيه والكونغ فو، وغيرها، ولم يوقفنا الحصار وقصف الطيران إلى تم تهجيرنا من حلب، وكانت جميع تلك النشاطات بعد انضمامنا للهيئة العامة للرياضة والشباب”.
ورأى السواس أن من بين الوقائع التي تبرهن جهل القيادات الرياضية وداعميها أنه عندما تم تخصيص مرتب شهري للمدربين والرياضيين، حصل ذلك على أساس الكفاءات العلمية وليس الرياضية، وقال بهذا الخصوص: “بعد أن باشرنا العمل في التدريب وإعداد أبطال لتمثيل الرياضة الحرة بفترة ليست بالقصيرة، خُصص راتب شهري قدره 100 دولار للرياضي الذي لا يحمل شهادة علمية، ومُنح الرياضي الذي أنهى تحصيله العلمي 150 دولار، ولم يؤخذ بعين الاعتبار كفاءة هذا الشخص رياضيًا، وهي الأمر الذي يجب أن يكون هو الأساس في ذلك، ورغم ذلك واصلنا عملنا، فالناحية المادية لا تهم بالنسبة لي كما ذكرت سابقًا”.
وختم “السواس” حديثه بالقول: “رغم كل الترميمات التي جرت للمكاتب التنفيذية إلا أن الألعاب الفردية لم تُمثّل إلا برياضي واحد هو إبراهيم سندة، وما تبقى ممثل بكرة القدم، الأمر الذي أدى إلى فشل الرياضات الفردية”.
صدى الشام