شهدت مدينة السلمية السورية في اليومين الماضيين أحداثاً دموية ليست جديدة ولم تكن الأولى منذ اندلاع الثورة السورية.
وانتهت تلك الأحداث بصدمة الأهالي بخبر مقتل ثلاثة شبان نتيجة الفلتان الأمني الذي تعيشه المدينة، وأما عن المتهمين فهم معروفون للأهالي جميعهم، وهم آل سلامة (العائلة المستوطنة في جنوب السلمية والقادمة من قرى العلويين)، والتي يرجع إليها الجهد الأكبر في تشكيل وقيادة عصابات الإجرام والتشبيح والطائفية، برئاسة المجرم مصيب سلامة أخ اللواء أديب سلامة الاسم الغني عن التعريف، رئيس فرع المخابرات الجوية في محافظة حلب، وأبنائهما بهاء وفراس، المسببين الرئيسيين لكل أحداث الخطف والإرهاب والسطو المسلح والاغتصاب على امتداد المنطقة الوسطى، بالإضافة لإدارتهم لحاجز المليون الشهير بسمعته السيئة جداً والتي فاقت أصوات المظاهرات التي صرخ بها آلاف الناس من المدينة اليتيمة منذ الأيام الأولى للثورة السورية مطالبين برحيل الأسد.
وقد بدأت القصة عندما كان المدعو وليم ديب صهر عائلة سلامة يتجول حول أحد البيوت برفقة صديق له بغرض انتهاز الفرصة للقيام بالسرقة أو الخطف كما جرت العادة، عندها تنبه لهم كلب الحراسة في المنزل وبدأ بالنباح ليقوم وليم بإطلاق النار على الكلب وقتله، بهذه الأثناء يتوجه المدعو علي أمين السنكري (27 عاما)، إلى منزله بعد تلقيه اتصالاً يخبره بهجوم الشبيحة على منزله، ويرافقه كنان أبو قاسم (17 عاما)، وعند وصولهما يتفاجآن بتجمهر آل سلامة في الحي، الذين لم يترددوا أبداً بفتح النار على الشابين الأعزلين، ليردوهما مضرجين بدمائهما مع شاب ثالث اسمه عبد الجبار ابراهيم..
يجن جنون الشارع السلموني بكل أطيافه ويقوم الأهالي بإغلاق الشوارع الرئيسية والاعتصام مطالبين بالقتلة الذين هربوا إلى حمص، ورفض دفن الجثامين حتى تلبى مطالبهم.
وأما آل سلامة فيستسخفون الموضوع ويستمرون باستفزاز الأهالي ليقع المحظور عندما يقوم بضعة شبان بإيقاف المدعو لؤي حمدان وقتله نتيجة قيامه بتحقير المصاب الذي ألم بالمدينة وتجوله بسيارته رافعاً صوت الأغاني التي تمجد أسياده بالشوارع التي اعتصم فيها الأهالي الغاضبون.
وتتجمع كبرى العائلات بالسلمية تحسباً لأي رد فعل إجرامي، بالإضافة لمجيء بعض أهالي القرى المجاورة دعماً لهم، فيحاول آل سلامة إدخال واسطة من عائلات سلمية والمجلس الإسماعيلي الأعلى بدون نجاح يذكر لاحتواء غضب الناس الذين طالبوا بإخراجهم من السلمية تماماً وتسليم القتلة..
وحسب أهالي المنطقة فإن هناك أخبارا عن مقتل علاء حمدان أيضاً وإطلاق النار على الشبيح سمير الظريف المعروف بلقب الجربوع وهو صهر آل سلامة أيضاُ مع أنباء غير مؤكدة بمقتله.
الجدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي ينتفض فيها سكان السلمية لطرد آل سلامة ومن يساندهم أمثال عائلات دردر، وحمدان، وصالح، الذين شوهوا سمعة المدينة الطيبة التي احتوت عشرات الآلاف من النازحين السوريين، المدينة الثائرة على نظام الأسد منذ أربعين عاماً.. فقد سبقت هذه الأحداث احتجاجات أخرى شارك فيها الأهالي بعد محاولة شبيحة آل سلامة ابتزاز أحد محلات الموبايلات وتشليحه أجهزة بدون مقابل، عندها قوبل الحراك برد فعل عنيف، قاده أبناء أديب ومصيب بأسطول من السيارات المدججة بالسلاح هاتفين بشوارع السلمية: (علوية علوية.. بدنا ندوسك سلمية..)
العربية الحدث