يقضي “إبراهيم” حياته متخوّفاً من كل أكلة يأكلها أو شربةٍ يشربها، فارتفاعُ وهبوطُ السكر لديه باتَ يقلقهُ ويقضّ مضجعه، فلا يمكنه أكل طعامه المحبّب، ويتخوّف دائماً من أعراض وتأثيرات “السكري” الممكن حدوثها في المستقبل.
“منذ ست سنوات، ظهرت عليّ أعراض وهنٍ وتعبٍ دائمين، عطشٌٍ شديدٌ ومستمرّ، تبوّلٌ غير معتاد وبكثرة) دفعتني لإجراء التحاليل، وكانت الصدمة؛ ارتفاعٌ شديدٌ في منسوب السكر في الدم، وذلك ما ترك في نفسي صدمةً قويّةً، وتعباً نفسياً “.
“أكثر ما أقلقني في ذلك المرض أن علاجه الوحيد بالنسبة لي هو “إبر الانسولين” فالحبوب لا تنفع مع مرض السكر الشبابي، لابدّ من أخذ تلك الجرعات”
تستمر الأيام والليالي، ومازال إبراهيم يأخذ إبر الأنسولين صباح مساء، وكل آماله كانت في العلاج الحقيقي، واكتشاف بديلٍ عن وخزِ تلك الإبر.
السكري ليس مرضاً معدياً لينتشر بتلك الكثرة، لكنه مرضٌ وراثيٌّ غالباً، ومسبباته كانت ” الخوف والرعب، التقدّم في العمر، الوزن الزائد ”
وفي التقرير العالمي عن السكري، تجاوزت أعداد المصابين به 422 مليون إصابة في عام 2014.
والأعداد تتضاعف وتزداد إلى يومنا هذا، حتى بات كل بيت تقريباً يحوي مصاباً، وعيون كل أولئك المصابين كانت تتطلع نحو اكتشاف علاجٍ جادٍّ لذلك المرض، يخلّصهم من مرارة الحبوب، ووخزِ الإبر.
البنكرياس الصناعي، علاجٌ مؤقّت مرتفع التكاليف.
يُستخدم البنكرياس الصناعي، “وهو جهاز يتصل بالجسد مباشرةً” بديلاً عن البنكرياس، ويقوم بمهامه بتزويد جسم المريض بالأنسولين، لكن ذلك الجهاز لم يكن خياراً بديلاً عند معظم المرضى، فارتفاع ثمنه حال دون الحصول عليه، بالإضافةِ لآثاره الجانبية التي تؤدي، في بعض الأحيان، إلى عدم استقرار منسوب السكر في الدم، والتهاباتٍ في بقعة اتصاله بالجسد.
يبقى الحال على ما هو عليه، ملايين المرضى يعيشون يومياً على نفس الروتين، فالمرض السّاري ذاك كان بارداً جداً وقاسياً عليهم.
لكن هل يفرح أولئك المرضى بخبر اكتشاف علاجٍ جديدٍ يمكّنهم من ممارسة حياتهم بعيداً عن وخزِ الإبر!!
إبراهيم الخطيب