شارفت ثلاث وزارات سعودية على وضع اللمسات الأخيرة للانتهاء من صياغة قرار جديد يتيح للسوريين الزائرين في المملكة العربية السعودية العمل بتأشيرة سياحية عبر تصاريح تخولهم العمل على أراضي المملكة بعد أن كانت تمنعهم منه وذلك عبر تقرير نشرته صحيفة الحياة اللندنية اليوم .
وجاء هذا القرار من وزارة العمل والداخلية والخارجية السعودية نظرا للأوضاع السياسية والإنسانية السيئة التي يعيشها السوريون في بلادهم، وازدادت سوءاً عقب التدخل العسكري الروسي فيها والذي خلف عشرات المجازر في معظم المحافظات والمدن السورية، مما دفع بعضهم النزوح للمناطق الاكثر أمنا وهجرة البعض الآخر للخارج.
ونقلت الحياة عن مصدر في وزارة العمل السعودية أنها ستصدر قوانين جديدة بشأن الفئة الأولى من السوريين الذين يحملون إقامات نظامية ومنها في حال رغب صاحب العمل بإنهاء عقد العمل مع السوري والتأشير له بالخروج النهائي من المملكة فإنه يحق للعامل أن ينقل خدماته لعامل سوري آخر.
أما الفئة الثانية فهم السوريون القادمون بتأشيرة زيارة وتعمل الوزارات الثلاث على إعداد آليات للتصريح لهم بالعمل المؤقت .
وقال مسؤول سعودي في وزارة الخارجية السعودية “أن السعودية قد استقبلت أكثر من 2.5 مليون سوري منذ اندلاع الحرب وحتى نهاية أيلول الماضي، وقد حرصت المملكة على عدم التعامل معهم كلاجئين، أو أن تضعهم في مراكز لجوء، وذلك حفاظاً على كرامتهم، وأضاف بأنه تم منحهم الحرية التامة إن أرادوا البقاء في المملكة”.
عبدالله أحد السوريين في المملكة يقول:” لقد كانت بداية التسهيلات للزائرين السوريين في قبول طلابهم في مدارس المملكة مجانا، حيث بلغ عددهم أكثر من 100 ألف طالب سوري وفق إحصائية حملة السكينة الحكومية، فضلا عن تقديم الرعاية الصحية والدعم النفسي ليتجاوزوا الأزمة التي خلفت وراءها مشكلات نفسية واجتماعية أثرت على هؤلاء الأطفال”.
رفضت المملكة إقامة مخيمات للسوريين على أراضيها حالها كحال جميع دول الخليج العربي، حيث لا يستطيع المواطن السوري دخول أراضيها إلا بتأشيرة من شخص يملك إقامة نظامية وبموافقة كفيله، ففي بداية الأزمة كانت المملكة توافق على طلبات الزيارات دون تقييد لكن بعد اشتداد واقع الحرب على السوريين أغلقت الباب لتصبح الموافقة عليها أمرا شبه مستحيل، وتمنح للأقارب من الدرجة الأولى ” أب ، أم ، أم الزوجة، والأطفال من هم دون سن18″.
رغم المساعدات والتسهيلات التي تقدمها المملكة للسوريين سواء داخل أراضيها أو للمخيمات الموجودة في الدول المجاورة كالأردن ولبنان عبر الإعانات الإغاثية إلا أن السوريين يجدون صعوبة في إيجاد فرص للعمل داخلها.
يقول ابراهيم:” أعيش في المملكة منذ سنة بتأشيرة زيارة مؤقتة لكنني أحلم بالحصول على إقامة دائمة لأجد فرصة عمل بأجر مقبول كي أتمكن من إعالة أسرتي، و اضطررت للعمل بأجر زهيد في أحد المعامل، فتصريحات العمل لا تعطى إلا لفئات محددة كالأطباء والمهندسين”.
ويضيف ابراهيم” أطلق السوريون الزائرون في المملكة العديد من الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي لتسوية أوضاعهم القانونية و منحهم تصريحا للعمل ومنها هاشتاغ على تويتر ” تصحيح أوضاع السوريين الزائرين يا سلمان آل الخير، وبما أن القرار وصل لمراحله الأخيرة فهذا يعني أن المملكة استجابت لمطالب السوريين.
رغم الجهود التي تبذلها المملكة وغيرها من الدول التي تقدم تسهيلات و إعانات للشعب السوري سواء في الداخل السوري أو في مخيمات اللجوء، إلا أن ذلك لا يمنع السوري من الحنين لموطنه ورغبته بالعودة إليه .
سماح خالد
المركز الصحفي السوري