قالت مصادر في الرياض لـ”العرب” إن مسؤولا ملكيا رفيعا يشرف على اجتماعات الفصائل العسكرية السورية المعارضة حث المعارضين السوريين على المضي قدما في خطوات دبلوماسية قد تفضي إلى حل سياسي للأزمة السورية، لكنه أكد أيضا أنه في حالة فشل المفاوضات، بشقيها السياسي والعسكري، فإن السعودية ستستمر في دعم المعارضة.
وكشفت التوافقات الأولية داخل مؤتمر أولي تنظمه السعودية سعيا لتوحيد فصائل المعارضة السورية، عن اتجاه عام يدعم خيار التفاوض مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد على قاعدة بيان جنيف، وإعلان فيينا الأخير، خصوصا البدء في مرحلة انتقالية تدوم عاما ونصف العام، تفضي في نهايتها إلى تنحي الأسد عن السلطة.
وطمأن المسؤول السعودي الرفيع العسكريين المشاركين في اجتماع الرياض، وأكد أن البدء بالحل السياسي لا يعني وقف الدعم العسكري للفصائل المعارضة، مشددا على أن العمل على مسارين مستمر حتى تتحقق أهداف المعارضة.
وفي اللحظات الأخيرة لبدء الجلسة الأولى، صباح أمس، ارتفع عدد ممثلي الفصائل العسكرية من 15 إلى 18 شخصا.
وتركز السعودية والدول الداعمة لمؤتمر الرياض جهودها على قادة الفصائل المسلحة التي تملك تأثيرا كبيرا على الأرض، أكثر من السياسيين، وذلك لتوفير ضمانات نجاح المؤتمر بشكل عملي.
وقال خطيب بدلة عضو الائتلاف الوطني المعارض لـ”العرب” إن “دولة كالسعودية ذات وزن سياسي وإقليمي قادرة على إنجاز مهمة توحيد المعارضة، وتشكيل وفد مفاوض.. لتبدأ العملية السياسية بالتزامن مع وقف إطلاق النار في مطلع 2016”.
وأبدى المعارض السوري هادي البحرة الرئيس السابق للائتلاف ارتياحه لأجواء الاجتماع التي وصفها بأنها “إيجابية وتسود فيها رغبة مشتركة من جميع المشاركين على ضرورة وضع تفاهم مشترك لإنقاذ سوريا”.
وأكد البني أن المؤتمر الموازي لمؤتمر الرياض الذي عقد في الرميلان (التابعة لمحافظة الحسكة السورية) تم بدعم إيراني روسي وأشرف على إعداده حزب بي واي دي (الكردستاني) مع حزب قدري جميل (معارض سوري مقيم في روسيا) وتيار قمح (الذي يرأسه هيثم مناع) وبعض الأحزاب الأخرى.
وتتحرك هذه الأحزاب في مدار المقاربة الروسية التي تريد اعتماد معارضة قريبة من الأسد، وتدعو إلى الحفاظ على مؤسسات النظام العسكرية والأمنية، وهو ما ترفضه المعارضة التي تشارك في مؤتمر الرياض.
وأشار عضو في الائتلاف الوطني مشارك في الرياض أن ما نتج حتى الآن عن المؤتمر هو “خرق هام جدا”، مشيرا إلى أن المجتمعين يعكفون على مناقشة ثلاثة بنود مترابطة.
وقال المعارض الذي رفض الكشف عن اسمه لـ”العرب” إن “أهم ما نتج حتى الآن هو: أولا اتفاق المعارضة السورية السياسية والعسكرية على وحدة الحل السياسي للأزمة، وثانيا التزام القوى السياسية والعسكرية بالدولة المدنية، وثالثا رفض وجود القوى الأجنبية والمطالبة بخروجها من سوريا”.
وأضاف “ستقطع هذه التوافقات الطريق على إمكانية تصنيف أي من القوى العسكرية الموقعة على مبادئ مخرجات الرياض ضمن قوائم الإرهاب”.
وكانت أجواء المناقشات العامة داخل المؤتمر وعلى هامشه أقرب إلى محاولة استكشاف ما يجري وراء الكواليس، وحرص كثير من الحضور على عدم إجراء لقاءات صحفية خوفا من أن تؤثر مواقفهم المسبقة على مجريات المؤتمر أو لأنهم لا يملكون إجابات كافية حول ما سينتهي إليه من نتائج.
وقال محمد يحيى مكتبي، الأمين العام للائتلاف، إن السعودية دعت شريحة واسعة من القوى والشخصيات المعارضة، مشددا في تصريحات لـ”العرب” على أن السعودية تتبنى موقفا متقدما في ما يتعلق بالأزمة السورية وخاصة ما يتعلق بمصير الأسد.
وأكّد فايز سارة، عضو المكتب السياسي للائتلاف لـ”العرب” أن السعودية “قامت بكل الاستعدادات الفنية لإنجاح المؤتمر”، و”هي تؤكد عبر مسؤوليها أنها لا تتدخل في مجرياته، وأن النتائج والتوافقات هي مسؤولية المعارضة السورية وليس غيرها”.
العرب