«القدس العربي»: بينما يزداد القلق حول أعداد الإصابات بفيروس كورونا في الدول العربية، رفض الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس الثلاثاء، التشكيك في قدرة بلاده على مواجهة الوباء. وظهر مرتديا كمامة طبية، لأول مرة منذ ظهور أزمة كورونا، حيث تفقد عناصر القوات المسلحة المخصصة لمكافحة انتشار الفيروس. وعبّر عن استيائه الشديد من عدم اتخاذ بعض المواطنين الإجراءات الاحترازية، وقال: «لا نريد اتخاذ إجراءات قاسية ونضيق ساعات الحركة لمواجهة كورونا».
وأضاف:» أحيانا أخرج بمفردي لأتابع كيف تسير الحياة في الشارع في أوقات غير أوقات حظر التجوال، ولا أشعر أن المواطنين مهتمون بالأمر، يجلسون في وسائل المواصلات دون ارتداء كمامات». وزاد:» الأمر لو يحتاج توزيع كمامات بنص التكلفة أو بدون تكلفة سنفعل ذلك».
وتابع: «طهرنا السكة الحديد وقطارات الأنفاق، لكن نحتاج لتطهير كل وسائل النقل في الدولة وهذا دور الدولة والجيش». وأكد أن «قوات وزارة الداخلية قادرة على تنفيذ الإجراءات الخاصة بمواجهة كورونا مثل حظر حركة المواطنين بقوة وكفاءة». ولفت إلى أن «دخل المواطن لن يتم المساس به»، مؤكدا:» لن نصدر أي قرارات بتخفيض الراتب أو تقليل الرواتب بأي شكل من الأشكال».
السيسي يظهر بكمّامة وينتقد «عدم التزام المواطنين بالتعليمات»… و«التراويح» ممنوعة لأول مرة في مصر
كما أعلنت وزارة الأوقاف «حظر أي عمليات إفطار جماعي في الوزارة أو هيئة الأوقاف أو المجموعة الوطنية التابعة للوزارة وجميع الجهات التابعة للوزارة، وعليه خاطب المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الجهة المختصة في وزارة الداخلية ومحافظة القاهرة بشأن عدم إقامة ملتقى الفكر الإسلامي في ساحة مسجد الإمام الحسين هذا العام، وكذلك أي ملتقيات عامة بأي مديرية من المديريات في الشهر الفضيل».
ومنعت الوزارة المصريين من صلاة التراويح، لأول مرة في تاريخ البلاد، وأكدت على مديرياتها أنه «لا مجال على الإطلاق لأي ترتيبات تتصل بالاعتكاف هذا العام، وأن فتح المساجد لن يتم أساسا إلا في حالة عدم تسجيل أي حالات إيجابية جديدة وتأكيد وزارة الصحة على عودة الحياة إلى طبيعتها وأن التجمعات والجماعات لم تعد تشكل أي خطر على نشر العدوى بفيروس كورونا».
وقال مسؤول في منظمة الصحة العالمية أمس الثلاثاء إن معظم بلدان الشرق الأوسط تشهد زيادة يومية مقلقة في حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا، لكن المنطقة لا تزال أمامها فرصة لاحتواء التفشي. وأكدت المنظمة تسجيل ما يتجاوز 77 ألف إصابة ونحو أربعة آلاف وفاة في منطقة شرق البحر المتوسط التي تشمل بلدان الشرق الأوسط وباكستان وأفغانستان والصومال وجيبوتي، لكنها لا تضم تركيا.
وقال ريتشارد برينان مدير الطوارئ في المكتب الإقليمي للمنظمة إن نحو 78 ٪ من هذه الإصابات في إيران، فيما سجلت بقية البلدان الأخرى أقل من أربعة آلاف إصابة، ومعظمها شهد أقل من ألف إصابة.
وقال برينان في إفادة صحافية في القاهرة إن معدل الوفاة في المنطقة يماثل المعدل العالمي، مضيفا أن هناك مؤشرات مشجعة على استقرار معدل الحالات الجديدة في إيران في الأيام الماضية، على الرغم من أن هناك بلدانا أخرى تواجه خطر زيادة الحالات. وتابع: «في جميع البلدان الأخرى نشهد في معظم الأحيان زيادة مقلقة في عدد الحالات يوما بعد يوم» . وأضاف: «نحتاج بالفعل لمنهج شامل لطريقة تعزيز إجراءات الصحة العامة التي أثبتت فاعليتها مثل الرصد المبكر والفحص المبكر وعزل المصابين» .
وارتفع عدد ضحايا فيروس كورونا، مساء الأحد، في 5 دول عربية، الإمارات وقطر ومصر والمغرب وتونس، عقب تسجيل إصابات ووفيات جديدة. وأعلنت وزارة الصحة الإماراتية تسجيل 294 إصابة جديدة ليصبح العدد الإجمالي 1798، في حين أعلنت وزارة الصحة القطرية تسجيل وفاة جديدة ليرتفع اجمالي عدد الوفيات إلى 4. وفي مصر أعلنت وزارة الصحة في بيان، تسجيل 103 إصابات جديدة بالفيروس، وشفاء 6 ووفاة 7. كما أعلنت وزارة الصحة المغربية ارتفاع عدد وفيات كورونا إلى 69، عقب تسجيل 11 حالة جديدة. وأعلنت تونس ارتفاع عدد الوفيات بالفيروس إلى 22 وفاة، بعد تسجيل 4 وفيات جديدة.
وقال وزير الصحة السعودي توفيق الربيعة أمس الثلاثاء إن فيروس كورونا المستجد قد يصيب في نهاية المطاف ما بين 10000 و200000 شخص في المملكة العربية السعودية، داعياً الجمهور إلى التقيد أكثر باتباع توجيهات الدولة فيما يتعلق بعدم الاختلاط والتنقل. وسجلت المملكة، التي يبلغ عدد سكانها حوالى 30 مليون نسمة، حتى الآن 2795 حالة إصابة و41 حالة وفاة، وهي الأعلى بين دول مجلس التعاون الخليجي الست، على الرغم من وقف جميع رحلات الطيران للركاب وتعليق معظم الأنشطة التجارية وفرض حظر التجوال الكلي في مدن كبرى منها العاصمة الرياض.
وقال وزير الصحة في خطاب تلفزيوني نادر: «نقف اليوم أمام لحظة حاسمة في رفع استشعارنا كمجتمع للمسؤولية، والمساهمة جميعا بكل عزم وإصرار في إيقاف انتشار هذه الجائحة» .
وفي إيران أعلن عضو الهيئة الرئاسية في مجلس الشورى الإيراني علي أكبر رنجبر أمس الثلاثاء، أن نتائج الفحص لاختبار فيروس كورونا المستجد جاءت إيجابية لـ 11 نائبا. وذكرت وكالة أنباء (فارس) الإيرانية أن مجلس الشورى عقد صباح أمس أول جلسة علنية في العام الايراني الجديد (بدأ في 20 آذار/ مارس الماضي) وبعد تفشي فيروس كورونا في البلاد. وترأس الجلسة العلنية نائب رئيس البرلمان الإيراني مسعود بزشكيان في غياب رئيسه علي لاريجاني الذي يتلقى العلاج بعد إصابته بفيروس كوفيد 19.
أما في الولايات المتحدة حيث يوجد أكثر من ربع الإصابات في العالم، فقد بات الاقتصاد على شفير الهاوية، في وقت خسر أكثر من 700 ألف أمريكي وظائفهم في آذار/ مارس. وحذر مسؤول كبير في أجهزة الصحة الأمريكية من أن هذا الأسبوع «سيكون أشبه بلحظة بيرل هاربور، بلحظة 11 أيلول/ سبتمبر (…) في جميع أنحاء البلد» . وقام أكثر من 6.6 مليون أمريكي بالتسجيل للمساعدات المخصصة للعاطلين عن العمل، بحسب ما نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية، ما شكل صدمة للسلطات والاقتصاد.
وفي أفريقيا، ستكون خسارة ملايين الوظائف وتفاقم الديون وتراجع العائدات من بين الصعوبات الاقتصادية التي يمكن أن تتوقعها دول القارة بسبب الوباء، وفق ما أعلن الاتحاد الأفريقي في دراسة نشرت الإثنين. وجاء في الدراسة أن «20 مليون وظيفة تقريبا، في القطاعين الرسمي وغير الرسمي على حد سواء، مهددة بالزوال في القارة في حال استمر الوضع» على ما هو عليه. وأشارت الدراسة إلى أن الدول التي تعتمد بشدة على السياحة وانتاج النفط معرضة لضربة موجعة بشكل خاص.