عبد الرحمن طه / الأناضول
أمران هامان شهدتهما عملية انتقال الحكم في السعودية، اليوم، الأول: عودة الحكم إلى قبلية “السديريين”، بعد غياب 10 أيام، بتولي الحكم العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود (79 عاما)، وهو ثاني ملك سديري يتولى الحكم، وفق مراسل وكالة الأناضول.
الأمر الثاني: هو اقتراب الحكم من الجيل الثاني من نسل الملك عبدالعزيز بتعيين الأمير محمد بن نايف في منصب ولي ولي العهد ليصبح أول حفيد من أحفاد الملك عبدالعزيز يتولى هذه المنصب، الذي يعد ثالث أحد أهم منصب في هرم السلطة بالمملكة، ويتوقع أن يقود صاحبه إلى العرش.
وبتولي العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، يكون عرش السعودية قد عاد مجددا للسديريون، بعد غياب دام 10 سنوات، هي فترة حكم الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
و”السديريون” هو مسمى يطلق على سبعة من أبناء الملك عبد العزيز آل سعود من زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري، التي تنتمي إلى هذه القبيلة.
وكان الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز هو أول السديريين الذين تولوا الحكم في المملكة، حيث تولى مقاليد الحكم في 13 يونيو/حزيران 1982 بعد وفاة أخيه غير الشقيق الملك خالد وظل بالحكم حتى وافته المنية مطلع أغسطس / آب 2005، ليتولى خلفا لها الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهو الابن الثاني عشر من أبناء الملك عبد العزيز الذكور، وأمه هي فهدة بنت العاصي بن شريم الشمري.
وعقب وفاة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود في نوفمبر/تشرين ثان عام 1953، تعاقب أبنائه من 5 زوجات على الحكم، حيث تولى الحكم خلفا له نجله سعود وهو الابن الثاني من أبناء الملك عبد العزيز آل سعود الذكور ووالدته هي الأميرة ضحى بنت محمد العريعر.
واستمر سعود في الحكم حتى 1964، ليتولى خلفا له أخيه غير الشقيق فيصل وهو الابن الثالث من أبناء الملك عبد العزيز الذكور من زوجته الأميرة طرفة بنت عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ، واستمر في الحكم حتى 25 مارس/آذار 1975، وجاء خلفا له أخيه غير الشقيق خالد وهو الابن الخامس من أبناء الملك عبد العزيز الذكور من الأميرة الجوهرة بنت مساعد بن جلوي بن تركي آل سعود، وقد استمر في الحكم حتى 13 يونيو/حزيران 1982، ليتولى الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز الحكم خلفا له ليكون أول سديري يتولى الحكم.
وبعد الملك فهد انتقل الحكم من السديريين إلى قبيلة شمر عندما تولى الحكم الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث أن والدته هي الأميرة فهدة بنت العاصي بن شريم الشمري.
وبتولي العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود (79 عاما)، الحكم عاد عرش البلاد مجددا إلى السديريين، وصارة الأميرة حصة بنت أحمد السديري الوحيدة من بين زوجات الملك المؤسس عبدالعزيز، التي تولى اثنين من أبنائها حكم السعودية.
وفي أعقاب توليه الحكم، أصدر الملك السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز سلسلة قرارات مهدت طريق الحكم للجيل الثاني ( أحفاد الملك عبدالعزيز)، كان أبرزها إصداره أمرا ملكيا بتعيين وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف (56 عاما) وليا لولي العهد بالمملكة مع احتفاظه بمنصبه، ليكون بذلك أول من يتولى هذا المنصب، من أحفاد الملك عبدالعزيز آل سعود، مؤسس السعودية.
وتعد سرعة تعيين ولي ولي العهد، وهو المنصب الذي يتطلب موافقة هيئة البيعة عليه، واختيار الأمير محمد بن نايف لهذا المنصب، الذي كان يطمح فيه أيضا الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني ونجل العاهل السعودي الراحل، من أبرز مفاجآت اليوم.
وجاء في الأمر الملكي الصادر اليوم أنه “قد اخترنا الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولياً لولي العهد وأمرنا بتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية”.
وبتولي الأمير محمد بن نايف هذا المنصب يصبح ثاني شخصية تتولي هذا المنصب الذي استحدثه العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 27 مارس / آذار الماضي، وعين أخيه غير الشقيق الأمير مقرن بن عبدالعزيز بالمنصب، ويصبح بن نايف أول حفيد من أبناء الملك عبدالعزيز مرشح لتولي أعلى منصبين في قمة هرم السلطة في السعودية، ولي العهد ثم الملك (مستقبلا).
أيضا أصدر الملك الجديد قرارا ملكيا عين بموجبه نجله الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وزيراً للدفاع إضافة إلى عمله، ليكون أول حفيد من أحفاد الملك عبدالعزيز يتولى منصب وزير الدفاع منذ عام 1962، كما صدر أمر آخر بتعيين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئيساً للديوان الملكي ومستشاراً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين بمرتبة وزير إضافة إلى عمله.
وبهذه التعيينات أصبح الطريق ممهدا للجيل الثاني من نسل الملك عبدالعزيز في السعودية لتولي الحكم في البلاد، مع توقعات بتغييرات جديدة خلال الفترة القادمة، تضخ مزيدا من الدماء الشابة في شرايين السلطة.