السؤال عن احتمال وصول “عاصفة الحزم” الى سوريا، سؤال ماسّي وفي مكانه وزمانه التامّين الخالصين. بل هو السؤال الذي تنتظر غالبية العرب والمسلمين جواباً عنه منذ أربع سنوات، هي عمر هذه النكبة المستحيلة.
والواضح ان السؤال يُطرح استناداً إلى ما تواتر من أنباء متفرقة في الأيام الماضية عن تنسيق ما يجري بين جهات عربية وإقليمية من أجل القيام بشيء ميداني كبير يجبر بشار الأسد وبقايا سلطته على الإذعان، الذي يعني “تنظيم” خسارته، أي محاولة وضع سقف لتلك الخسارة بما يحفظ احتمالات تسوية تنتج نظاماً يليق بتضحيات السوريين، ولا يغبن جهة أو طرفاً أو مكوّناً من مكوناتهم الوطنية.
وتلك الأنباء أخذت نَفَساً من السؤال “البريء” الذي طرحه الرئيس الأميركي باراك أوباما في مقابلته الأخيرة مع توماس فريدمان عن سبب “امتناع” العرب عن التحرك في سوريا! والسؤال يُضمر جواباً في ذاته. أي كأن أوباما يقول ان التحرك لوقف النكبة السورية الذي لا يمكن أن يكون مثمراً من دون توجيه ضربة على نافوخ الأسد وبقايا سلطته، صار ممكناً الآن، والفرصة سانحة! علماً أن أي جواب معقول عن صيغة الماضي في السؤال ليس موجوداً سوى في خانة أوباما وإدارته وسياساته، وليس في خانة أي طرف آخر.
في كل الحالات: أنتجت “عاصفة الحزم” مناخاً أمطر سؤالاً عن سوريا باعتبار أن الجغرافيا في هذه العملية محصورة في اليمن وبانقلاب الحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، لكن السياسة فيها أوسع مدى وتسمح بالاستطراد والافتراض وصولاً الى اعتبارها “عاصفة” تحمل رداً شاملاً على سياسات ايران وممارساتها وادعاءاتها.. وهذه تشمل سوريا أكثر من أي مكان آخر: أمرها في العراق يشتمل على مبالغات وتعقيدات وخلط أوراق وهويات.. وفي لبنان محكوم بسقف توازنات لا تزال على حافة المداراة المتبادلة.. وفي اليمن يتعرض للسحق الحتمي. أما في سوريا فإن أمرها هذا لا يعني سوى استمرار تلك النكبة واستمرار انفلاش الادعاءات الامبراطورية معها.
قد يكون مبكّراً توقّع أي تطور كبير قبل الانتهاء من المرحلة الاولى لـِ “عاصفة الحزم” في اليمن، لكن ليس مبكراً مقاربة الوضع السوري النكبوي بطريقة مختلفة عن المرحلة الماضية.. وبما يسمح بتقديم جواب واضح عن السؤال “البريء” الذي طرحه مستر أوباما.
والواضح ان السؤال يُطرح استناداً إلى ما تواتر من أنباء متفرقة في الأيام الماضية عن تنسيق ما يجري بين جهات عربية وإقليمية من أجل القيام بشيء ميداني كبير يجبر بشار الأسد وبقايا سلطته على الإذعان، الذي يعني “تنظيم” خسارته، أي محاولة وضع سقف لتلك الخسارة بما يحفظ احتمالات تسوية تنتج نظاماً يليق بتضحيات السوريين، ولا يغبن جهة أو طرفاً أو مكوّناً من مكوناتهم الوطنية.
وتلك الأنباء أخذت نَفَساً من السؤال “البريء” الذي طرحه الرئيس الأميركي باراك أوباما في مقابلته الأخيرة مع توماس فريدمان عن سبب “امتناع” العرب عن التحرك في سوريا! والسؤال يُضمر جواباً في ذاته. أي كأن أوباما يقول ان التحرك لوقف النكبة السورية الذي لا يمكن أن يكون مثمراً من دون توجيه ضربة على نافوخ الأسد وبقايا سلطته، صار ممكناً الآن، والفرصة سانحة! علماً أن أي جواب معقول عن صيغة الماضي في السؤال ليس موجوداً سوى في خانة أوباما وإدارته وسياساته، وليس في خانة أي طرف آخر.
في كل الحالات: أنتجت “عاصفة الحزم” مناخاً أمطر سؤالاً عن سوريا باعتبار أن الجغرافيا في هذه العملية محصورة في اليمن وبانقلاب الحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، لكن السياسة فيها أوسع مدى وتسمح بالاستطراد والافتراض وصولاً الى اعتبارها “عاصفة” تحمل رداً شاملاً على سياسات ايران وممارساتها وادعاءاتها.. وهذه تشمل سوريا أكثر من أي مكان آخر: أمرها في العراق يشتمل على مبالغات وتعقيدات وخلط أوراق وهويات.. وفي لبنان محكوم بسقف توازنات لا تزال على حافة المداراة المتبادلة.. وفي اليمن يتعرض للسحق الحتمي. أما في سوريا فإن أمرها هذا لا يعني سوى استمرار تلك النكبة واستمرار انفلاش الادعاءات الامبراطورية معها.
قد يكون مبكّراً توقّع أي تطور كبير قبل الانتهاء من المرحلة الاولى لـِ “عاصفة الحزم” في اليمن، لكن ليس مبكراً مقاربة الوضع السوري النكبوي بطريقة مختلفة عن المرحلة الماضية.. وبما يسمح بتقديم جواب واضح عن السؤال “البريء” الذي طرحه مستر أوباما.
علي نون – المستقبل