عكست التصريحات السعودية حول إمكانية عودة العلاقات الدبلوماسية مع إيران، ثبات موقف الرياض تجاه طهران التي يبدو أنها لم تغيّر من سياساتها تجاه جيرانها، لا سيما مع قيامها بفتح منفذ سياسي واقتصادي لقطر بسبب المقاطعة.
وقال أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات في سلسلة تغريدات على صفحته بتويتر الأربعاء، إن “السعودية أحرجت النظام الإيراني بتعاملها المميّز مع الحجاج الإيرانيين بالرغم من تحريض وسائل الإعلام الإيرانية في هذه المسألة”.
وأوضح أن “تصريحات وزير الخارجية السعودية عادل الجبير حول إشاعات التقارب مع إيران ووصفه لها بالمضحكة كذبت الجار المربك والمرتبك لأن المسألة في جوهرها تبرير لإعادة السفير إلى طهران”.
وأضاف الوزير الإماراتي أنه “بينما تروّج جهات للانتصار الإقليمي الإيراني وتشمل الجار المربك والمرتبك وتحالفاته، تسعى السعودية ضمن تحالف الدول الأربع إلى نظام عربي قوي”.
وكانت الرياض قد اعتبرت حديث طهران عن تقارب محتمل معها أمرا يدعو للضحك، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنها مستعدة لاستمرار الأزمة مع قطر إذا لم تلتزم بطلبات دول المقاطعة الأربع.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، خلال مؤتمر صحافي جمعه برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الثلاثاء، في لندن إنه “إذا كانت إيران تريد علاقات طيبة مع السعودية؛ فإن عليها تغيير سياساتها واحترام القانون الدولي”.
أنور قرقاش: السعودية أحرجت النظام الإيراني بتعاملها المميز مع الحجاج الإيرانيين
وأضاف أن “المملكة في الوقت الحالي لا ترى أن إيران جادة في رغبتها في حسن الجوار”، مشيرا إلى أن الاتصالات الدبلوماسية مع إيران لإتمام ترتيبات الحج لا تمثل تطبيعا للعلاقات ولا علاقة لها بالسياسة.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد ذكر الشهر الماضي، أن بلاده ستتبادل قريبا الزيارات الدبلوماسية مع الرياض بعد أن قطعت الدولتان العلاقات الدبلوماسية بينهما العام الماضي على خلفية اقتحام السفارة السعودية في طهران.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن ظريف قوله إن “الزيارات الدبلوماسية قد تجري بعد انتهاء موسم الحج في الأسبوع الأول من سبتمبر”.
وجددت الإمارات انتقادها الشديد لمحاولات إيران المستمرة للتدخل في شؤون الدول العربية وخاصة الخليجية.
وقال قرقاش في تغريدات الثلاثاء، إن “استجداء قطر للتدخل الخارجي لحل أزمتها سيفشل، في إشارة إلى المحاولات القطرية المتكررة للبحث عن مخرج لورطتها بعيدا عن عمقها العربي والخليجي وفي ظل إصرار على الإنكار والمكابرة”.
ويقول متابعون للشأن الخليجي إنه في ظل هذه الحقائق الواضحة حول تدخل إيران في المنطقة، فإن استجداء الدوحة التدخل الخارجي سيفشل لا محالة خاصة مع انكشاف محدودية أدواتها الإعلامية.
ومن الواضح أن الدوحة اكتشفت في أزمتها أنها يائسة دون محيطها وأن استبداله مستحيل جغرافيا واجتماعيا وتاريخيا وأن الخطوة التالية هي ضرورة التعامل مع مشاغل هذا المحيط.
وأظهرت السعودية والإمارات تلاحما استثنائيا في مواجهة أزمة العلاقة مع قطر بعد أن تمكنتا من عزل الدوحة وكشف عناصر سياستها الخارجية التي تعتبرها الرياض وأبوظبي تهديدا خطيرا للأمن الإقليمي واستقرار منطقة الخليج.
وكانت كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين وعدد آخر من الدول قطعت علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع قطر في مطلع يونيو الماضي، بسبب دعمها للإرهاب.
وتراهن الدوحة على توسع تجاري وسياسي خارجي ضمن جهود تعكس عجزها عن الصمود في مواجهة عزلة إقليمية مردها سياستها الخارجية ودعمها وتمويلها للإرهاب.
ولجأت قطر إلى إيران وتركيا كبديل عن محيطها الجغرافي وضمن البحث عن منافذ بديلة لتوفير احتياجاتها الأساسية من أغذية ومياه وخدمات أخرى، وهي عملية كلفتها المليارات من الدولارات.