رغم كل ما تمر به سوريا في ظل الأزمة الراهنة، يبقى هناك بعض الجوانب المستمرة رغم تأثرها منها الرياضة التي لم تتوقف، فهناك من يعمل على ابقاء الروح في جسد الرياضة، فغالبية اللاعبين السوريين انشطروا إلى صفين أحدهما مؤيد للنظام وآخرين انضموا لصفوف الثورة.
بالنسبة للاعبين الذين أبدوا تعاطفهم مع الثورة السورية و شاركوا بالحراك السلمي، فقد تعرضوا للقتل والتعذيب من قبل المخابرات السورية، إذ كان أبرزهم لاعب الكاراتيه ” جمال بايرلي ” الحائز على المرتبة الأولى في بطولة سوريا للكاراتيه و الذي قتل على يد عناصر الأمن السوري في حي البياضة بمدينة حمص في 7 نيسان 2012 .
بسبب هذا القمع أنشأ عدد من الرياضيين “رابطة الرياضيين السوريين الأحرار” لدعم الرياضة في سوريا بكل نشاطاتها، فقد وثقت الرابطة 160 اسم رياضي معتقل، وكان من أشهر الأسماء الدكتور ” مروان فرحات ” رئيس اتحاد كرة القدم وذكرت الرابطة أن أعداد المعتقلين تجاوز 200 معتقل، وعدد كبير منهم لم يعرض للمحاكمة رغم مرور فترة طويلة على اعتقالهم وأغلبهم مجهولي المصير .
وهناك الكثير من اللاعبين ممن أعلنوا انضمامهم للحراك الثوري، و كان أبرزهم لاعب نادي الكرامة الحمصي السابق فراس الخطيب وزميله جهاد الحسين أبناء مدينة حمص، وكان أول من رفع علم الثورة من الرياضيين ابن دير الزور ” عمر السومة ” في نهائي “بطولة غرب آسيا”، حيث يلعب في هذه الفترة مع نادي الأهلي السعودي والذي يكتسب شهرة كبيرة هناك بسبب الأداء المتميز الذي يقدمه.
الجدير بالذكر أنه ما يزال هناك فعاليات ودوريات رياضية تقام في المناطق المحررة بالرغم من كثرة الصعوبات التي تواجهها، وقصف الطيران لهذه المناطق وضعف الإمكانيات المادية إلا أن هذه الفعاليات لم تتوقف، فكان آخرها إقامة دوري رياضي في ريف ادلب الجنوبي ” معرة النعمان ” والقرى المحيطة بها حيث كان عدد المشاركين 16 فريق ينقسمون إلى 4 مجموعات تتنافس على لقب الدوري، فلم تغب روح الحماسة عن الدوري بين الفرق المتبارية، وخاصة مع مشاركة الجماهير الذين أضافوا الحيوية للمباريات، وأيضا في الغوطة الشرقية و رغم الحصار المطبق عليه إلا أن الفعاليات الرياضية لم تغب عنها .
رغم هذه الأزمة التي تمر بها سوريا والتي حاصرت الرياضة من جميع الجهات، وتحويل النظام المنشآت الرياضية إلى ثكنات عسكرية جعلها مركزاً لانطلاق عملياته باتجاه المناطق المحررة، كل هذه الأمور لم توقف الشعب السوري عن القيام بمثل تلك الفعاليات الرياضية التي تعيد الأمل والتفاؤل للحياة .
#المركز_الصحفي_السوري – محمد صديق