دمرت قوات النظام وطيران التحالف ومدفعية قوات سوريا الديمقراطية آلاف الأبنية السكنية في مدينة الرقة مما اضطر أغلب أهلها وسكانها على الهجرة خارج المدينة فمنهم من ذهب للعمل في تركيا ومنهم من هرب من ممارسات سوريا الديمقراطية وقيودها ليخيم الفقر على شوارعها .
رصدت شبكة الرقة تذبح بصمت الواقع المعيشي المرير الذي يعيشه من تبقى من سكانها بين الركام فبعض الشوارع لا يتمكن المدنيون من السير فيه والآخر مدمر بشكل جزئي وبعض المحال التجارية اجتهد أصحابها وبدأوا بترميمها لإعادة وضع البضائع وكسب اليسير لإكمال حياتهم مع عائلاتهم .
قيود سياسية واقتصادية تنتهجها قوات سوريا الديمقراطية من اعتقال للشباب واقتيادهم إلى جبهات القتال ومعسكرات التدريب والتجنيد الإلزامي و زجهم في قتال التنظيم والجيش الحر، فضلا عن قيامها بإلزام أصحاب المحال التجارية بدفع ضرائب على محالهم مما أثقل كاهل المدنيين هناك فلا عمل ينتج قوت يومهم ولا تجارة تنتج أرباحا .
أهالي الرقة يتعرضون لموجة فقر هي الأخطر في سوريا فمعظم الأطفال يعملون بالبحث عن قطع البلاستيك والحديد وبعض المعادن الأخرى في أكوام النفايات رغم تعرضهم للخطر بسبب وجود ألغام وقنابل عنقودية من قصف التحالف والنظام سابقاً، أما الشباب فهم مجبرون على استخراج الحديد من الأبنية التي هدمتها قوات النظام والتحالف بطائراتهم وصواريخها الفراغية ومنهم من يفكك حجارة الأبنية ويقوم ببيعها والآخر يبحث عن أدوات الكهرباء والأسلاك داخل الجدران .
هذه الحالات موجودة في المدينة بكثرة في ظل غياب المنظمات الإنسانية والإغاثية وغياب الزراعة التي تحتاج إلى أسمدة ومبيدات حشرية التي تعد غير متوفرة هناك ليجبر الفلاحين وعائلاتهم على تقليص المساحات المزروعة والبحث عن أعمال أخرى تدر لهم قوت يومهم فالكل لا طاقة له بانتظار مواسم الأرض مدة أشهر من الزمن .
الاعتقال آفة أخرى تأكل نفوس وقلوب شعب الرقة، فسوريا الديمقراطية بحاجة إلى العناصر وخاصة أن شباب المكون الكردي يرفض معظمهم المجازفة بحياتهم أمام هجمات تنظيم الدولة ليكون البديل هو المكون العربي ولم تقف سوريا الديمقراطية عند هذا الحد فاعتقال النساء أصبح أمرا عاديا لمجرد المطالبة بأمر ما فقوات الشرطة المعروفة بالأسايش تقوم باعتقال كل من يتظاهر أو يعتصم للمطالبة بالخدمات الأساسية .
تخيير المعلمات والمدرسات والموظفات بخلع الحجاب أو الفصل، تلك آفة أخرى تعمد سوريا الديمقراطية على إرسائها في مناطق جنوب الحسكة والرقة ودير الزور أو تهديد المعلمات بالفصل الكامل من مدارسهن وأماكن عملهن .
أهالي الرقة يتخوفون من موت قادم في الأشهر المقبلة فسوريا الديمقراطية تلمح إلى تسليم المناطق للنظام ومعظم المدنيين مطلوبين للنظام تحت حجج كثيرة افتعلها النظام كي يلقي بمعارضية في المعتقلات فالذي خرج في مظاهرة نادت بالحرية تهمته التحريض على الإرهاب وخاصة بعد وصول قائمة مطلوبين إلى ديرالزور تضم 60 ألف شخصا، سيفضلون الابتعاد آلاف الكيلو مترات على أن يعودوا إلى منازلهم .
فقر وخوف ورهبة واحتقان واختناق، تحف خلجات المدنيين في الرقة، فهم يقولون أن الحال في ادلب ومحيطها، أفضل بكثير من الحال في الرقة، ففي ادلب لا يوجد طرف واضح يسعى لتسليم المدنيين إلى الجزار .
المركز الصحفي السوري — خاطر محمود