ضمن المسيرات العفوية احتفالًا بالحركة التصحيحية المجيدة، فرز “أبو مشعل” وهو كبير طبالين
شرق المعرة، الطبالين المتدربين تحت يديه وهم من أبنائه وأبناء عشيرته، إلى القرى المجاورة.
كنت عريفاً طليعيًا نائبًا عن وحدة الشهيد أحمد قبلان في مدرسة ضيعتنا الوحيدة، فإن غاب رفاقي
الطلاب كان لابد من حضوري لتمثيل الصف السادس في الاحتفال.
كان صباحًا خريفيًا بامتياز الشمس مشرقة خجولة، عندما التقيت بأبي مشعل شخصيًا على باب مدرستنا،
يدق على طبلته معلنًا بدء الاحتفال العفوي.
عفوية حضور الحفل
وبعفوية تامة حضر المختار وأمين فرقة الحزب وبعض آباء التلاميذ جاؤوا بعفوية في ذلك اليوم المجيد
للاطمئنان على علامات أبنائهم، وكما حضرت بعض الأمهات يوشوشن الآنسات القادمات من صوب
مدينة إدلب والمعرة وأريحا عن همّ البنات للممات.
وبذات العفوية حضر الخال “بهجت” وهو شخصية شبه أسطورية في ضيعتنا يتميز بلباسه الحلبي وكندرته
الكسر ودبكة “عربي ع التقيل”.
ولم تغب العفوية عن “أبو ديبة” مستخدم المدرسة إذ كنّس ساحة المدرسة ملعب كرة القدم، وصف كراسي
المدرسة الخشبية في الصف الخلفي، وتبرع مدير المدرسة بفرش الإدارة للصف الأمامي وتممه، “أبو مرعي” من مكتبه وهو تاجر العلف الوحيد في القرية.
وقف أبو مشعل في الساحة المصطنعة بين الكراسي، وضرب على طبله بكل عفوية، وحلف أبو بهجت بعفوية
على أمين شعبة الحزب أن يمسك على الراس.
أما أبو ديبة فلم يدبك لأنه وبعفوية دبكة الاحتفال السابق كسرت ساقه ووقع مع حرمه مرام، وسط تصفيق
عفوي من الجمهور الذي طغت عليه ضحكات أبو طارق نقيب عمال البيتون المسلح في معمل حلب.
هنهنت مرام وزغردت فاطمة بكل عفوية لحين صعد حفيظ السفر وهو عضو شعبة الحزب على المنصة
المصنوعة من قالب خشب صب البيتون بعفوية.
بعد أن أثنى على إنجازات الحركة المجيدة، وحمد الله على وجودها العفوي بيننا، قال في هذا اليوم العظيم
وبظل هذه المنعطفات التاريخية التي تمر بها الأمة، يحتفل أهل قريتنا بعفوية تامة بالذكرى الفضية للحركة المجيدة.
وكانت نظراته تتجه لرجل لم أعرفه، يحمل أجندة ويلبس نظارات سوداء، جاء من مدينة إدلب البعيدة بخدماتها
عن قريتنا والقريبة بعفوية الأجهزة الأمنية، وتابع: تقيم وحدة الشهيد أحمد قبلان في هذه الأصبوحة مسابقة
للرفاق الطليعيين، سأطرح أسئلة والإجابة برفع اليد.
ولأنه لم يعلم في مدرسة القرية، فلا يعرف أيادي المجتهدين من غيرهم، فكانت الأسئلة والإجابات عبارة
عن نكات للطلاب المشاغبين والشباب الحاضرين بعفوية ليحضروا دبكة على إيقاع طبل أبو مشعل أمام
الصبايا المزينات بشتلات الحبق العفوية والحناء.
اختراع الكهرباء
فعن سؤال من اخترع الكهرباء، رفعت يدها طالبة تجلس في زاوية صفنا وقالت مخترع الكهرباء هو الأستاذ
كرمو الصلاح وهو أستاذ يعمل في تصليح الأدوات المنزلية في ضيعتنا من ببور الكاز وحتى الفرن والتركتور.
ضحك المدير حمد السالم ولأول مرة أرى ضحكته برفقة المعاون محمد الطويل، وغمزاه أن يغير الطالب،
رشحني المدير لهذا السؤال العظيم، فتقدمت بخطوات عسكرية كحركة الرجل الآلي الذي صممه المهندس
رضا البدوي عام 1972 وكافأته دولة البعث بأن نقلته من مدرسة صناعة إدلب إلى أرشيف السجلات المدنية في سراقب.
وقدمت تحية طلائعية وقلت بأعلى صوت يمكن أن يسمع بين همسات الشباب العشاق العفويين، اخترع
الكهرباء الرفيق الطليعي حافظ الأسد ولكن “توماس أديسون” عدل عليه واخترع الفلق الكهربائي.