الرصد السياسي ليوم الخميس 29/ 9/ 2016
الولايات المتحدة تصعد لهجتها مع روسيا.. والأخيرة تعتبر بيانها دعماً للإرهاب
قال مسؤولون أمريكيون إن إدارة الرئيس باراك أوباما، بدأت تبحث اتخاذ ردود أقوى إزاء هجوم الحكومة السورية المدعوم من روسيا على حلب بما في ذلك الردود العسكرية, وتجري المناقشات بحسب وكالة “رويترز” على مستوى موظفي البيت الأبيض.
غير أن المناقشات تتزامن مع تهديد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بوقف المساعي الدبلوماسية مع روسيا فيما يتعلق بالأزمة السورية، وتحميل موسكو المسؤولية عن إسقاط قنابل حارقة، على المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار في حلب.
وكان هذا أشد تحذير أمريكي للروس منذ انهارت في 19 سبتمبر أيلول هدنة توسل إليه الطرفان.
ومن جانبها نقلت وكالات أنباء روسية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، قوله يوم الخميس إن موسكو غاضبة من لهجة التهديد، في بيان الولايات المتحدة الأخير بشأن سوريا وتعتبره بمثابة دعم للإرهاب.
وكان ريابكوف يشير إلى بيان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي، الذي قال يوم الأربعاء إن لروسيا مصلحة في وقف العنف في سوريا، لأن المتطرفين بإمكانهم استغلال الفراغ لشن هجمات ضد “المصالح الروسية وربما أيضا المدن الروسية.”
وكانت مساعي بين الطرفين لعقد هدنة مؤقتة في مدينة حلب, بعد طلب أمريكي بهدنة مدتها 7 أيام, إلا أن موسكو رفضت ذلك واقترحت هدنة لمدة 48 ساعة فقط.
كما اعتبرت روسيا عدم نجاح الولايات المتحدة فصل جبهة فتح الشام، وفصائل تعتبرها متطرفة عن المعارضة المعتدلة، حسب تعبيرها من شأنه أن يهدد اتفاق السلام في سوريا.
دي ميستورا: من الصعب استئناف المفاوضات السورية مع القصف
قال المبعوث الدولي إلى سوريا “ستيفان ديمستورا” إن استئناف المفاوضات بين الأطراف السورية في جنيف أمر صعب مع استمرار القصف في عموم البلاد.
وخلال لقائه البابا فرانسيس، أكد ديمستورا” لا يمكن التوصل إلى السلام في المدن السورية مع استمرار القصف على المدنيين، وإن سقوط القذائف على مختلف المناطق في سوريا، يعد من أهم العوائق أمام إعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات من جديد.
وتأتي تصريحات ديمستورا في ظل توتر كبير بين واشنطن وموسكو، بشأن الوضع الراهن في البلاد، حيث اقترحت واشنطن هدنة جديدة في سوريا لسبعة أيام، يتم خلالها وقف كامل العمليات العسكرية في البلاد وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وخاصة في حلب، الأمر الذي رفضه الروس داعين إلى هدنة لثمانية وأربعين ساعة.
تركيا: مستعدون للتعاون مع روسيا حول الهدنة في سوريا
قال مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي أن بلاده أبدت استعدادها لتنسيق الجهود المبذولة مع موسكو، لوقف إطلاق النار في كامل أنحاء سوريا، والسعي لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في كافة المناطق وخاصة حلب، إذا ما كان لموسكو رغبة في ذلك.
وأضاف أوغلو” إن الوضع الراهن في سوريا يتطلب بذل جهود أكبر، من أجل التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، ويكون بداية لحل سياسي ينهي الصراع الدائر منذ سنوات، وغذا كانت روسيا مستعدة للتعاون معنا، فإن تركيا على أتم الاستعداد لذلك التنسيق.
ونوه أوغلو” إلى أنه أجرى مباحثات مهمة مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، خلال زيارته أمس إلى تركيا، وعلى راسها وقف إطلاق النار في سوريا، واكد لظريف أنه سيسعى لبحث هذه القضية مع الروس في أقرب وقت.
أوباما ينوي الاستماع لآراء معارضيه بخصوص سياساته في سوريا
يعتزم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الاستعانة بخبراء مستقلين من منتقدي سياساته في سوريا، مشيرا إلى أنه بحاجة للاستماع لأفكارهم بشأن إنهاء الحرب في سوريا.
وقال أوباما في اجتماع عقده أمس الأربعاء في قاعدة عسكرية أميركية في فيرجينيا إن الوضع في سوريا “يفطر القلب”، مؤكدا أنه يعيد النظر في سياسته في سوريا كل أسبوع تقريبا.
وأضاف أنه سيستعين بخبراء مستقلين ومنتقدين لسياسته، وقال خلال الاجتماع “حسنا.. أنتم لا ترون أن هذا هو الطريق الصحيح الذي ينبغي اتباعه، قولوا لي ما ترون أنه سيتيح لنا منع الحرب الأهلية الدائرة”.
وتابع أنه ليس هناك من سيناريو “دون نشر أعداد كبيرة من قواتنا” يمكن فيه وقف الحرب في سوريا، مشددا على أنه من المهم أن يكون “متعقلا” في إرسال قوات نظرا “للتضحيات الهائلة” التي ينطوي عليها ذلك، ولأن الجيش الأميركي ما زال يؤدي مهاما في أفغانستان والعراق.
وينتقد عدد كبير من المحللين والخبراء الأمريكيين سياسة أوباما في سوريا، ويصفونها بـ”الكارثية”، ويحملونه المسؤولية عن مقتل أكثر من 400 ألف مدني جراء تركيزه على تنظيم “داعش” والتغاضي عن جرائم نظام الأسد بحق السوريين.
وعطّل الرئيس الأمريكي أكثر من قرار يدعو لمحاسبة نظام الأسد أو فرض عقوبات عليه، مقابل التقرب من إيران وإطلاق يدها في سوريا والعراق.
المركز الصحفي السوري – مريم احمد.