الكرملين: بوتين وأردوغان يعتقدان أن هناك التزاماً بوقف إطلاق النار في سوريا….والمعارضة السورية تطالب غوتيريش بمعالجة الوضع “المخيف” لوادي بردى
قال الكرملين الخميس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب إردوغان تحدثا هاتفياً وإنهما اتفقا على أن هناك التزاما بوقف إطلاق النار في سوريا بشكل عام.
وأضاف الكرملين إنهما اتفقا كذلك على مواصلة العمل على التحضير لمحادثات السلام السورية المقرر عقدها في قازاخستان.
ومن جهتها طالبت المعارضة السورية، الخميس، الأمين العام الجديد للأمم المتحدةة “أنطونيو غوتيريش”، بمعالجة الوضع “المخيف” والآخذ بالتدهور في وادي بردى، غرب دمشق.
جاء ذلك في رسالة مطولة للهيئة العليا للمفاوضات(التابعة للمعارضة السورية)، حول الحملة العنيفة على “وادي بردي”، من جانب النظام السوري والميليشيات الإرهابية الأجنبية المساندة له منذ 22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
ودعت الهيئة، في رسالتها المطولة من ثلاث صفحات، مذيلة بتوقيع منسقها العام رياض حجاب، الأمم المتحدة إلى إدانة “الفظائع التي يرتكبها بشار الأسد والميليشيات المدعومة من إيران”.
وطالبت بوقف فوري للهجمات “العشوائية ضد المدنيين، والامتثال الكامل بدون تردد لوقف إطلاق النار، الذي تم توقيعه بين فصائل المعارضة السورية وروسيا في أنقرة 29 من الشهر الماضي”.
وأكدت الهيئة أن النظام وحلفائه قد “خرقوا الهدنة، التي دخلت حيز التنفيذ 30 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أكثر من 399 مرة، ما تسبب بمقتل ما لا يقل عن 271 شخصاً”، وفق الرسالة.
واتهمت الهيئة نظام الأسد وحلفاءه بالاستهداف المتعمد للبنى التحتية المدنية الحيوية في منطقة “وادي بردى”، مبدية تخوفها من التقارير “المرعبة” عن استخدام قوات الأسد صواريخ تحتوي على غاز الكلور السام على قرية “بسيمة” في وادي بردى الخميس الماضي.
وشرحت الهيئة في رسالتها الوضع المعيشي الذي تعانيه منطقة وادي بردى، مبينة أن عدد السكان في المنطقة يزيد عن مائة ألف نسمة، وكل واحد منهم يعاني من تزايد كثافة القصف وتضاؤل المستلزمات الضرورية للحياة، بما فيها الغذاء والماء والكهرباء والدواء، أكثر من أي وقت مضى.
وحملت الهيئة نظام الأسد وحلفاءه مسؤولية تخريب وتدمير موارد المياه من محطة ضخ مياه عين الفيجة في وادي بردى، مما تسبب في حرمان 5.5 مليون إنسان في دمشق من الوصول إلى مصادر المياه الحيوية.
كما طالبت الهيئة، في رسالتها، مجلس الأمن الدولي بالسعي للإيقاف الفوري لهذه الخروقات الجسيمة ومحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي.
ومضت قائلة: “نطلب منكم ألا تسمحوا لهذه التصرفات الوقحة بدفن اتفاق آخر لوقف إطلاق النار، بل أن تتخذوا إجراءً فورياً لبعث أمل جديد وغير مسبوق للشعب السوري بمسار جاد نحو الأمام للوصول إلى حل سلمي”.
ودعت الأمم المتحدة إلى دعم جهود تقصي الحقائق في وادي بردى، بغية التأكد من مسؤولية انتهاكات القانون الدولي المرتكبة ضد المدنيين، مشددة على أنه “لا يمكن أن يبقى الإفلات من العقاب هو الروح الموجهة للعدالة داخل سوريا”.
وختمت الهيئة رسالتها بالتأكيد على الالتزام بحل سياسي، وعلى ضمان احترام الأعراف المصانة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي في سوريا.
عقوبات أميركية على النظام السوري بسبب أسلحة دمار شامل
فرضت وزارة الخزانة الأمريكية جملة عقوبات جديدة تشمل عددا من المؤسسات التابعة للنظام، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين التابعين للنظام والمعنيين بتطور أسلحة محرمة دولياً، وذلك بناءاً على تقارير الأمم المتحدة التي أكدت استخدام النظام لأسلحة كيميائية في سوريا.
وتشمل العقوبات 18 مسؤولاً في النظام، بالإضافة إلى أسلحة القوات الجوية والدفاعات الجوية للنظام، فضلاً عن بعض قطع الحيش والقوات البحرية والحرس الجمهوري ومؤسسات الصناعة التقنية.
وتهدف العقوبات الأمريكية إلى تجميد أي أصول مصرفية للجهات المعنية بالعقوبات ضمن الولايات المتحدة، وتمنع المواطنين الأمريكيين من التعاملات التجارية معهم.
وكان تقرير لمحققي الأمم المتحدة أكد استخدام النظام للأسلحة الكيميائية في بلدتي قيمناس وتلمنس بريف إدلب خلال عامي 2014 و2015، ودعت فرنسا إلى إصدار قرار حازم من مجلس الأمن الدولي، وعرقلته روسيا باستخدام حق النقض الفيتو.
دي ميستورا: الهدنة صامدة في سوريا وسط استثناءات
قال المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان ديمستورا اليوم الخميس إن هناك إلتزاماً بعيد الحد باتفاق وقف إطلاق النار في سوريا رغم بعض الخروقات التي تجري على الأرض، معتبراً أن قوافل المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة لم يسمح لها بالدخول إلى المناطق المحاصرة التي يعاني سكانها من نفاذ الأغذية، ولم يحدد ديمستورا الأطراف التي تعيق دخول تلك المساعدات.
وأكد ديمستورا أن الأمم المتحدة تلقت بطاقة دعوة لحضور اجتماع السلام المزمع عقده في ال23 من الشهر الجاري في العاصمة الكزخية “أستانة”، التي تهدف إلى وقف إطلاق النار في كامل البلاد وتقريب وجهات النظر لدى طرفي الصراع.
وأضاف” إن جماعات مسلحة منعت خروج قرابة 23 حافلة محملة بالجرحى من بلدي كفريا والفوعة المحاصرتين في ريف إدلب، منوهاً في الوقت عينه أن معارك عنيفة تدور في عدد من بلدات وادي بردى، والذي يعتبر خزان المياه المغذي لملايين المدنيين في العاصمة دمشق.
وكان كل من وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران اتفقوا على عقد مؤتمر للسلام في عاصمة كزختان أواخر شهر كانون الثاني/ يناير الحالي، فضلاً عن تطبيق وقف كامل لإطلاق النار في عموم سوريا، وشهدت الهدنة عشرات الخروقات من قبل الطيران الروسي والميليشيات المساندة للنظام في عدد من المناطق السورية أهمها منطقة وادي بردى الاستراتيجية، التي يهدف النظام وحلفائه للسيطرة عليها منذ أسابيع.
المركز الصحفي السوري – مريم الاحمد.