برنامج الأمن الغذائي مصدوم من أوضاع اللاجئين السوريين…وتركيا تبدأ بناء جدار حاجز لوقف تمدد النازحين السوريين
يشهد مخيم أطمة الواقع على الحدود السورية التركية توافد أعداد كبيرة من النازحين الفارين من المعارك التي شنها نظام الأسد بالطيران المروحي والغارات الجوية بدعم من الطائرات الروسية الهاربين من القصف والدمار.
وبدأت تركيا ببناء جدار طويل لوقف امتداد النازحين الذي يكبر يوما بعد يوم.
أما عن الوضع الذي يعيشه هؤلاء الفارون من ويلات الحروب فهو وضع مأساوي خصوصاً بعد تهجيرهم من بلداتهم وتركهم لجميع ذكرياتهم وحياتهم الماضية بحثا عن أي ملاذ يحميهم وأسرهم من مرارة الحرب، ولكن الظروف القاسية لا تزال تلاحقهم ولم ترحمهم خصوصا مع نقص المواد الأولية في هذه المخيمات التي تفتقر للعديد من أساسيات الحياة، هذا عدا عن أن فصل الشتاء يشارف على الأبواب وخاصة لمن ذاق لسعات البرد هنا لأعوام خلت ولا يزال مصيرهم مجهول حتى الآن.
برنامج الغذاء مصدوم من أوضاع اللاجئين السوريين
عبر منسق الطوارئ لبرنامج الأغذية العالمي جوناثان كامبل، عن صدمته، لما آلت إليه الأوضاع المعيشية للاجئين السوريين في الأردن، بعد تقليص الدعم المقدم لهم، مؤكداً أن هذه الأوضاع آخذة في التدهور السريع، فيما وصل الحال في بعض اللاجئين إلى لف بطون أطفالهم برباط أثناء النوم كي لا يستيقظوا من شدة الجوع”.
جاء ذلك خلال لقاء صحفي، عقده كامبل أمس في مقر البرنامج التابع للأمم المتحدة في الأردن، ونقلته صحيفة “الغد” الأردنية، والذي كشف فيه عن استئناف البرنامج مساعداته الغذائية للفئة “الضعيفة” من اللاجئين السوريين الشهر الحالي، وعددهم 226 ألفا، بواقع 10 دنانير للشخص الواحد، وذلك بعد توقف دام لأكثر من شهر.
وأوضح كامبل أن المستفيدين من عمليات البرنامج في الأردن، يناهزون نصف مليون لاجئ، منهم 89 ألفا في المخيمات الرسمية، و438 الفا يعيشون في المجتمعات المحلية، فيما أكد أن البرنامج يوزع 20 ألف طن من الخبز صباح كل يوم في المخيمات فقط.
وأوضح ان البرنامج استأنف دعمه لتلك الفئة، نظراً لتلقيه دعما من عدة دول أوروبية، بلغت لغاية الربع الأخير من العام الحالي، نحو 28 مليونا ونصف المليون دولار، كما أشار الى وجود أموال لدى البرنامج، وأن هناك وعودا بتلقي دعم اضافي، ما سيتيح للبرنامج الالتزام بعدم قطع المساعدات للثلاثة أشهر المقبلة، أي لغاية كانون الثاني (يناير) 2016، مبينا أن هذه الفئة ستتلقى 10 دنانير للشخص خلال الأشهر المقبلة، في حين سيتلقى كل شخص من الفئة الأشد ضعفا 15 دينارا.
وأشار إلى ان آثار انقطاع آثار الدعم عن “الفئة الضعيفة” من اللاجئين، تبدت في وقفهم استخدام اللحوم ومنتجات الألبان وأحيانا الخبز بغذائهم، واعتمدوا بدل ذلك على الحبوب، وهو الأمر الذي “يؤثر على صحتهم بشكل عام نظرا لغياب مصادر البروتين الأخرى”.
وأضاف أن تأثير قطع الدعم أدى إلى “تقليل عدد الوجبات اليومية، وتقليل الكميات في هذه الوجبات، كما أن الكبار أصبحوا يأكلون القليل جدا لإبقاء كميات أكبر لأطفالهم، وان بعض النساء أبلغنه أنهن كن يلففن رباطا حول بطون أطفالهن قبل النوم، كي لا يستيقظوا من شدة الجوع”.
الأمم المتحدة: 13.5 مليون سوري بحاجة للمساعدة
أعلنت الأمم المتحدة أن عدد السوريين الذين يحتاجون لمساعدات إنسانية وصل 13.5 مليون شخص، بزيادة 1.2 مليون شخص خلال الشهور العشرة الأخيرة، مؤكدة أن الوضع الإنساني يتفاقم بالبلاد.
وقال ستيفن أوبريان نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إنه يوجد الآن نحو 6.5 ملايين نازح داخل سوريا، إضافة إلى أكثر من 4.2 ملايين آخرين اضطروا إلى الفرار لدول مجاورة، واصفا ذلك بأنه إحدى أكبر أزمات النزوح في العصر الحديث.
وأضاف في إفادة قدمها إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي الثلاثاء في 27 من الشهر الحالي، أن تزايد مستويات العنف والقتال في الأسابيع الأخيرة أسفر عن تداعيات هائلة على الوضع الإنساني، وعن زيادة كبيرة في أعداد النازحين، لا سيما في المناطق الشمالية من البلاد.
وأوضح أن أكثر من ٣٩٣ ألف شخص يعيشون تحت الحصار في سوريا حاليا، منهم 200 ألف يحاصرهم تنظيم الدولة الإسلامية في دير الزور، و181 ألفا و٢٠٠ شخص محاصرين من قبل قوات النظام في الغوطة الشرقية ودرعا والزبداني في ريف دمشق، إضافة إلى 12 ألفا و500 شخص آخرين تحاصرهم جماعات المعارضة المسلحة.
وناشد المسؤول الأممي أعضاء المجلس التحرك بسرعة، مشددا على أن الأزمة بحاجة إلى حل سياسي يعالج الجذور الحقيقية للصراع ويلبي طموحات الشعب السوري.
المركز الصفي السوري – ريم احمد