وفد أممي داخل حي الوعر للوقوف على الحالة الإنسانية.. والصليب الأحمر يجلي 150 مدنياً بحاجة لرعاية طبية من شرقي حلب
زار وفد أممي أمس الأربعاء حي الوعر المحاصر من قوات النظام في مدينة حمص، للاطلاع على الأوضاع الإنسانية المتردية داخل الحي، نتيجة الحصار الخانق الذي تفرضه قوات النظام.
ويتألف الوفد من مسؤولي مكتب حمص لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومكتب اليونيسف، وبرنامج السكان، وبرنامج الغذاء، وبرنامج التنمية، ومنظمة الصحة العالمية، تأتي الزيارة في ظروف يعاني فيها المدنيون من قصف قوات النظام على الأحياء السكنية بشكل يومي بالأسطوانات المتفجرة وقذائف المدفعية، من الحواجز المحيطة أسفرت عن سقوط العديد من الشهداء المدنيين إلى جانب استهداف المرافق الحيوية داخل الحي من نقاط طبية، ومراكز إيواء، ومساجد، والمدارس.
تعكس هذه الزيارة سعي الأمم المتحدة لتقديم مساعدات إنسانية للمحاصرين لتحسين الوضع الإنساني، وكان الوفد زار المناطق التي تعرضت للقصف داخل الحي واستمع من اللجان المشكلة من أهالي الحي، عن تدهور الأوضاع في ظل حصار قوات النظام ومنعها من إدخال المواد الغذائية والطبية، وتوقف المؤسسات التعليمية بسبب الاستهداف المتعمّد.
وحسب ناشطين، أجبر عناصر تنظيم الدولة قوات النظام اليوم الخميس على التراجع من عدة نقاط في منطقة حقل شاعر, كما سيطروا على عدة حواجز ومواقع لقوات النظام في المنطقة نفسها, بعد معارك عنيفة استمرت طوال الليلة الفائتة وما تزال مستمرة.
وتركز الهجوم صباح اليوم على محاور حقول شاعر والمهر والجزل ومنطقة الباردة, مترافقة مع قصف مكثف ومتبادل بين الطرفين أوقع خسائر بشرية, في محاولة من تنظيم الدولة استعادة نقاط تقدمت إليها قوات النظام في الأيام القليلة الماضية.
الصليب الأحمر يجلي 150 مدنياً بحاجة لرعاية طبية من شرقي حلب
أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الخميس في بيان لها أنه تم إجلاء نحو 150 مدنيا معظمهم من المعاقين أو ممن يحتاجون رعاية طبية من مستشفى في حلب القديمة الليلة الماضية في أول عملية إجلاء رئيسة من حلب الشرقية المحاصرة.
وأضافت أنهم حوصروا لأيام وتوفي منهم 11 مريضاً بسبب نقص الدواء أو قتلوا بسبب الاشتباكات قبل وصول اللجنة إليهم, فيما قالت رئيسة اللجنة “مريان جاسر” أن كثيراً ممن تم إجلائهم لا يمكنهم الحركة ويحتاجون لرعاية خاصة.
وذكرت اللجنة في بيانها أن من بين من تم إجلاؤهم من مستشفى دار الصفاء في حلب القديمة في وقت متأخر الليلة الماضية 118 مريضا نقلوا إلى ثلاث مستشفيات في غرب حلب الخاضع لسيطرة النظام، منهم معاقون ومرضى بأمراض عقلية وجرحي, والبعض الآخر نقلوا لمشفى الرازي ومشفى حلب الجامعي, كذلك استقبل مشفى ابن خلدون المصابين بالأمراض العقلية.
وكانت الفصائل المقاتلة في أحياء حلب الشرقية أصدرت أمس بيانا طرحت فيه مبادرة إنسانية للإنقاذ المدنيين المحاصرين في الأحياء الشرقية الجنوبية لحلب من خلال هدنة لمدة خمسة أيام, وشملت عدة بنود من بينها إخلاء الحالات الطبية الحرجة التي تحتاج لعناية مستعجلة، يقدر عددها بـ500 حالة, تحت رعاية الأمم المتحدة والضمانات الأمنية الازمة.
أطباء بلا حدود: حلب خالية من الدواء والمستشفيات العاملة
أكد مدير برنامج سوريا في منظمة أطباء بلا حدود كارلوس فرانسيسكو أن المناطق المحاصرة شرقي حلب أصبحت خالية من الدواء أو المستشفيات الصالحة لمعالجة الجرحى والمرضى.
وأضاف أن “المناطق المحاصرة في حلب تتعرض للقصف العنيف وتخلو من الدواء والمستشفيات والمعدات الطبية اللازمة لتقديم الرعاية الصحية”.
وأنّ “المنظمة تعاني من صعوبات كبيرة في إدخال الأدوية ومواد الإسعاف الأولية خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك نتيجة الحصار الخانق والقصف المركز”، موضحاً أنّ “30 طبيباً يعملون لدى المنظمة موجودون داخل المناطق المحاصرة بحلب، ويسعون لتقديم الخدمات الطبية بما يتوفر من مواد ومرافق قليلة” بحسب وكالة “الاناضول”.
وقال: “أطباؤنا يحاولون أن يقوموا بعملهم في أي مكان، ومنذ فترة ليست بقليلة لم نتمكن من إرسال المساعدات الطبية لهم، ولا أدري إلى متى سيستطيعون الاستمرار في عملهم بالإمكانات الضئيلة المتوفرة لديهم”.
ومنذ نحو 3 أسابيع، تعرضت الأحياء الشرقية إلى قصف عنيف من قبل نظام الأسد وحلفائه الروس، وشهدت العديد من الشهداء المدنيين من أطفال ونساء وكبار في السن إضافة إلى الجرحى المدنيين.
المركز الصحفي السوري – مريم الأحمد