تركيا تؤكد أنها أرسلت 78 مهاجرا سوريا إلى ألمانيا بموجب الاتفاق الأوروبي…و احتجاجات في اليونان مع بدء ترحيل أول دفعة من اللاجئين إلى تركيا
تظاهر مئات اللاجئين في اليونان، احتجاجًا على بدء الحكومة ترحيل 500 منهم إلى تركيا، بالتزامن مع احتجاجات اندلعت في دول أوروبية تطالب بالسماح لهم بحرية التنقل، وذلك بعد أن بدأت عملية ترحيل اللاجئين، أمس الاثنين، من جزيرة “ليسبوس” اليونانية إلى تركيا.
وتجمع بعض الأشخاص قرب المرفأ للتعبير عن تعاطفهم، فيما رفعت لافتة على شرفة فندق قبالة المرفأ كتب عليها “تركيا ليست آمنة”، إلا أن العملية تمت “بهدوء وانتظام”، كما ذكرت “أيوا مونكور”، المتحدثة باسم وكالة “فرونتكس” لمراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي والتي تقوم بالعملية، فيما قال المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين في لبسبوس بوريس شيركوف إن “أكثر من ألفي شخص أعلنوا أنهم يرغبون في طلب اللجوء، ويتعين على أجهزة اللجوء اليونانية إعداد آلية تتسم بالمصداقية”.
وحمل العديد من المهاجرين لافتات مكتوبة بخط اليد، عليها شعارات استغاثة لطلب المساعدة من حكومات الدول الأوروبية، في حين أعرب البعض عن غضبهم خارج مركز للاجئين في “جزيرة خيوس”.
وكتب بعض اللاجئين وبينهم عدد من الأطفال “لا تركيا”، و”نطلب من حكومات الاتحاد الأوروبي مساعدتنا، سننتحر إذا أعادتنا حكومات الاتحاد الأوروبي إلى تركيا”، و”نريد الحرية” بحسب ما أفاد “باخورة كورد”.
في غضون ذلك ، شارك حوالي 1500 شخص في مظاهرة عند معبر “برينر” بين النمسا وإيطاليا، وفي نهاية مسيرة سلمية حاول عشرات المتظاهرين اختراق صفوف قوات شرطة مكافحة الشغب، التي اضطرت لاستخدام الهراوات ورذاذ الفلفل لتفريق متظاهرين، رشقوا الضباط بالزجاجات والحجارة، ما أسفر عن إصابة عدد منهم.
وفي ذات القرية “برينر” الإيطالية على الحدود مع النمسا، اشتبك متظاهرون مع رجال الشرطة في مظاهرة ضد إغلاق الحدود، بينما حمل آخرون لافتات تطالب بفتح الحدود والسماح للمهاجرين بالعبور، وتعترض على نشر النمسا مزيدًا من القوات على الحدود في محاولة للحد من تدفق الوافدين الجدد.
تركيا تؤكد أنها أرسلت 78 مهاجرا سوريا إلى ألمانيا بموجب الاتفاق الأوروبي
قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو اليوم الثلاثاء إن بلاده أرسلت 78 سوريا إلى ألمانيا فى إطار الاتفاق المبرم مع الاتحاد الأوروبي بهدف إغلاق الطريق الرئيسي الذي استخدمه أكثر من مليون شخص فروا من الحرب والفقر للوصول إلى أوروبا.
وقال في كلمة أمام البرلمان إن اثنين من السوريين كانا من بين عشرات غالبيتهم مهاجرون باكستانيون أعيدوا أمس الاثنين من جزيرة ليسبوس اليونانية إلى بلدة ديكيلي التركية المطلة على بحر ايجه. ومن ناحية أخرى قال مسؤول بخفر السواحل التركي إن 55 مهاجرا يأملون في الوصول إلى أوروبا احتجزوا في أول ايام تنفيذ الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي.
المسؤول، الذي ذكر أن مهاجرين من “جنسيات متعددة” تم اعتراضهم قبالة الساحل الغربي للبلاد، اشترط تكتم هويته لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، ولا يزال أكثر من 11 ألف مهاجر ولاجئ عالقين اليوم الثلاثاء في المخيم المؤقت في إدوميني بالقرب من الحدود اليونانية-المقدونية، بينهم العديدون ممن يرفضون إعادتهم إلى تركيا كجزء من اتفاق للاتحاد الأوروبي لمكافحة الهجرة غير الشرعية.
وفي إطار الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي، أعيد 202 مهاجر ولاجئ لم يتقدموا بطلبات لجوء فى اليونان، إلى تركيا أمس الاثنين من الجزر اليونانية. ولا توجد خطط لعمليات ترحيل اليوم الثلاثاء.
مرور اللاجئين عبر روسيا يثير قلق أوروبا
علقت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية على ظاهرة تحول مرور اللاجئين عبر روسيا وصولا إلى أوروبا، بدلا من عبور طريق البلقان التقليدي، الأمر الذي يرى محللون ومسؤولون أنه يتم تحت أعين الوكالات الأمنية الروسية، وسط تكهنات بأن تكون محاولة من جانب موسكو للتعامل مع الاتحاد الأوروبي وتجاوز العقوبات المفروضة عليها.
قالت الصحيفة إن أعداد اللاجئين التي تصل فنلندا من روسيا زادت بشكل كبير في الأشهر الأولى من العام قبل أن تتوقف تماما وبصورة مفاجئة. ورغم أن الأعداد تبقى صغيرة بالمقارنة مع مئات الآلاف من الذين شقوا طريقهم إلى أوروبا العام الماضي عبر تركيا إلى اليونان، إلا أن التدفق غير المنتظم للمهاجرين عبر هذا الطريق غير المعتاد أثارت قلق الاتحاد الأوروبي.
أضافت أن مرور اللاجئين عبر روسيا أثار القلق الجيوسياسي، فضلا عن الحديث عن المؤامرة، الأمر الذي ينذر بأزمة قد تزيد من تمزق الاتحاد الأوروبي.
أشارت الصحيفة إلى أن هناك المزيد من الشكوك بأن روسيا تستغل أزمة الهجرة التي تعاني منها أوروبا من أجل الحصول على تنازلات من الاتحاد الأوروبي، أو ربما كسر الوحدة الأوروبية بشأن العقوبات المفروضة ضد موسكو بسبب أفعالها في أوكرانيا، إذا استطاعت أن تتعاون مع دولة واحدة على الأقل من الاتحاد الأمر الذي سيزعزع نظام العقوبات بأسره.
المركز الصحفي السوري – مريم احمد.