دعا المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إلى ضرورة تعزيز التعاون المشترك بين دول الشرق الأوسط، من أجل تحقيق سلام واستقرار دائمين في المنطقة والخليج العربي.
جاء ذلك في مقال لـ”قالن”، نشرته النسخة الإنجليزية لصحيفة “ديلي صباح”، اليوم السبت، بعنوان “تركيا والخليج والتعاون الإقليمي”، تحدث فيها عن جولة الرئيس التركي، رجب طيب أردغان، الخليجية الأخيرة.
وإلى جانب تعزيز التعاون المشترك، أكد المتحدث الرئاسي، أن تعزيز العلاقات الاقتصادية، وجهود مكافحة الإرهاب، ضرورة لا مفر منها، من أجل استقرار وسلام المنطقة.
واعتبر أن زيارة أردوغان إلى البحرين، والمملكة العربية السعودية، وقطر، جاءت في مرحلة حساسة للغاية.
وشدد قالن، على أن الاضطرابات العالمية الراهنة، وتنافس القوى الإقليمية، أضرت بعامة الناس وبالبنية السياسية في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، مشدداً على “ضرورة إقامة توازن قوى، للتعامل مع التحديات بشكل سريع في مجالي الاقتصاد والأمن، لتجنب اندلاع صراعات جديدة”.
وفي السياق، أضاف أنه بـ”الإمكان تحقيق ذلك من خلال تمهيد الشركاء المحوريين، لمرحلة تضامن جديدة، لما فيه مصلحة للمنطقة”، مشيراً أن “دول الخليج، كما هو الحال بالنسبة لبقية الأطراف العالمية، غير مستثناة من عواقب الخروج عن المسار العالمي”.
وأضاف بهذا الخصوص “بينما قرّب التضامن العالمي بين التكتلات في أوروبا والولايات المتحدة، إلاّ أنه فتت في الوقت ذاته التحالفات القديمة، وزرع بذور الحروب والصراعات في العالم الإسلامي، وبقية مناطق الأرض”.
وأوضح قالن أن “مساعي البحث عن توازن عالمي، عقب انتهاء الحرب الباردة، لم يخلق نظامًا جديدًا”.
كما لفت إلى أن حرب البوسنة، ومجزرة رواندا، واحتلال العراق للكويت، وحرب الخليج الأولى، والاحتلال الأمريكي لأفغانستان، وضم روسيا لجزيرة القرم، والحروب في ليبيا واليمن وسوريا، وتنامي المليشيات والجهات الفاعلة غير الحكومية، تشير إلى دقة المرحلة التي تبعت الحرب الباردة.
وشدّد المتحدث التركي في هذا الإطار، على ضرورة التعاون الوثيق بين دول الشرق الأوسط، بغض النظر عن مسببات تلك الأزمات، مؤكداً في الوقت ذاته، أن “تبني رؤية طويلة الأمد، واتباع سياسة حكيمة، باتا أمرين ملحين في ظل صعود التطرف على غرار (تنظيم) داعش (الإرهابي) و(تنظيم) القاعدة، وزيادة التصدع الطائفي بين السنة والشيعة”.
وتابع: “لا يمكن للمسلمين أن يسمحوا للعنف والتطرف المذهبي، بتحديد مصيرهم وتدمير مستقبلهم”.
ولفت إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جدد التزامه بدعم جهود السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وحذّر من ترك تحديد مصير المنطقة للآخرين، خلال كلمته في معهد السلام الدولي، بالبحرين.
وأشار إلى أن تعاون دول المنطقة على حمايتها، يحتّم على الدول، بحث قضايا التحديات والأزمات في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، عبر حوار وثيق في مجالي الأمن والتعاون الاقتصادي.
معتبراً أن “تعاون دول المنطقة على حمايتها، يحفز على الانفتاح على العالم، ولا يعني الانغلاق”.
وأوضح قالن، أن أنقرة تسعى لإيجاد حلول على المستوى الإقليمي للأزمات الإقليمية، وأنها طوّرت علاقاتها على نطاق واسع مع دول الخليج خلال السنوات العشر الأخيرة، في مجالات الاقتصاد والتجارة والتكنولوجيا، والسياحة، والصناعات الدفاعية وغيرها.
وأكد أن تركيا تولي أهمية كبيرة لأمن واقتصاد مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتدعم المبادرات الرامية لإيجاد حلول لأزمات البحرين، والعراق، وسوريا، واليمن وباقي الدول.
ولفت إلى احتمال توقيع تركيا اتفاقية التجارة الحرة، مع مجلس التعاون الخليجي، خلال فترة رئاسة البحرين لدورته الحالية.
وعلى صعيد آخر، كشف قالن، أن السعوية وقطر والبحرين، اتخذت سلسلة إجراءات ضد أنشطة مؤسسات وأفراد منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية على أراضيها.
واختم متحدث الرئاسة مقالته بالقول، إن تركيا والسعودية وقطر، تبذل جهودًا من أجل إيجاد حل للأزمة السورية، وإرساء السلام والأمن في العراق.
وفي 12 فبراير/شباط الجاري، أجرى أردوغان جولة خليجية، استمرت أربعة أيام، استهلها بزيارة البحرين، التقى فيها الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ثم إلى السعودية والتقى الملك سلمان بن عبد العزيز، ثم قطر حيث التقى الأمير تميم بن حمد آل ثاني.
المصدر:وكالة الأناضول