تحمل الصواريخ مواد كيماوية ركبت على إحدى طائرات النظام من نوع سوخوي22 في الصباح الباكر واستهدفت أحياء المدينة دون أن تفرق بين عسكري ومدني فكانت الفاجعة.
تصرخ النساء ويبكي الرجال والأطفال بدون حراك على الأرض، وصوت زمور الإسعاف يملأ المكان، والأهالي لايعرفون من يسعفون أبيهم أخيهم أمهم أو ابنهم أو زوجاتهم.
هنا شعروا بشيء يقيدهم وكأن الحياة توقفت وتجمد جسده بشكل لا أرادي مئات المصاين في لحظة واحدة الجثث تملاء المكان وتحول الحي لمشفى ميداني بسيط وهو عبارة عن غسل المصاب بماء والجو بارد جداً.
هكذا قتل النظام السوري في الرابع من نيسان عام 2017 مايقارب 95 شخص جلهم من الأطفال، وأصيب 500 شخص أخر جراء استهدافه لمدينة خان شيخون بالصواريخ المحملة بمواد كيماوية.
لم تكن المجزرة الأكبر للنظام بمواد كيماوية فسبقتها الغوطة الشرقية بعدد الشهداء.
وهددت دول غربية بعد مجزرة الغوطة نظام الأسد بالمحاسبة إذا ما استخدم السلاح الكيماوي مرة أخرى، ولكن كالعادة أوهمت هذه الدول نفسها بتكبيل يديها من مجلس الأمن الدولي بسبب الفيتو الروسي المتكرر على إصدار أي قرار ضد نظام الأسد.
وبعد أكثر من سنتين سيطرت قوات النظام في عام 2019 على المدينة لتمحي جريمتها التي لم يصدر أي قرار دولي فيها بشكل جدي حتى يومنا هذا.
لايأمل السوريين إلا بأن يأخذ الحق دوره وأن يحاسب المجرميين الذين قتلوا أبنائهم، ولكن ما زال القاتل حراً طلقيا وتزداد ضحاياه دون محاسبة، بل تتجه بعض الدول لتطبيع العلاقات معه.
المركز الصحفي السوري