كان عنصراً بارزاً في إحدى التشكيلات العسكرية الإسلامية حتى أنه لقب بالذباح لكثرة ما قتل من عناصر النظام، لكنه اليوم وبعد أن قام بالمصالحة في دمشق وتشكيل مليشيا تتبع المخابرات الجوية أصبح عضواً بمجلس الشعب ورئيساً لنادي الفتوة بدير الزور.
“مدلول عمر العزيز” أحد أثرياء الحرب والمستثمرين فيها وذراع القاطرجي في المنطقة الشرقية ، صفحات مقربة من النظام نقلت شكوى لعناصر حاجز تابع لجيش النظام في المنطقة الشرقية، قام المدعو مدلول عمر العزيز” الذباح” بحصارهم واقتحام الحاجز وأهان من فيه من عناصر الجيش وعلى حد تعبير هذه الصفحات أنه تحدث معهم ” بملافظ قذرة وبالشتم ومين معلمكن بس قلولي اسمو ووين و……. و ……… (باستهزاء )”.
تتابع هذه الصفحات تساؤلها باستغراب ” ومن هو مدلول حتى يفعل هذا الفعل بحق العسكر والضباط في الجيش وهم رمز الكرامة والعزة ؟!”
تشير تلك الصفحات الى أن العناصر نقلوا شكواهم الى قائد الفرقة ١٧ اللواء “معين خضور” لكنه “قرر معاقبة العناصر أنفسهم الذين أهينت كرامتهم مخترعا سبباً عن (الأنظمة العسكرية) لكي يسكتهم عن الشكوى المقدمة ضد مدلول لأسباب كثيرة ومنها الخوف من مدلول على حد تعبير تلك الصفحات.
يقول موقع “مع العدالة ” الذي يرصد رجالات وأذرع الأسد الاقتصادية إن مدلول عمر العزيز المشهور بالذباح، هو عضو مجلس الشعب للدور التشريعي الحالي عن فئة ب بمحافظة ديرالزور وهو من عشيرة العبيدات من قبيلة البكارة، وكان أحد قادة تنظيم جبهة النصرة في ديرالزور في الفترة الممتدة ما بين عامي 2012-2015 وبعد دخول تنظيم الدولة “داعش” ديرالزور، هرب مدلول العزيز إلى دمشق وأجرى مصالحة مع المخابرات الجوية وقام بتأسيس ميليشيا من عشيرته لصالح المخابرات الجوية.
وكان مدلول يسيطر على عدة حواجز في دير الزور وريفها يطلق عليها اسم حواجز “أبو ذباح” تشتهر بتشليح المواطنين وابتزاز المطلوبين أمنياً وتجارة العملات المزورة المحلية والأجنبية.
أسس شركة “شام العزيز” المتخصصة باستيراد وتصدير مواد البناء والأدوات اللازمة لبناء واستيراد وتوزيع المشتقات النفطية.
كما يشير موقع دير الزور 24 الى أن المكتب التنفيذي التابع للاتحاد الرياضي في نظام الأسد عيّن المدعو “مدلول عمر العزيز” رئيساً لنادي الفتوة بتاريخ 23 حزيران/يونيو 2021، برفقة 8 أعضاء منهم عضو مجلس الشعب الآخر عبدالعزيز محمد الحسين قائد “كتائب الحسين” الشيعية في بلدة محكان بريف ديرالزور الشرقي.
مضيفاً أن “مدلول العزيز” هو القائم بأعمال القاطرجي بديرالزور ويعتبر عرّاب التهريب بين مناطق سيطرة نظام الأسد ومناطق قسد بديرالزور والمالك الحقيقي لمعبر بقرص -الشحيل.
تشهد سوريا تغييرات بنيوية على مستوى الدولة لجهة بروز طبقة من أثرياء الحرب الذين قدموا خدمات لنظام الأسد المتداعي، فقام النظام بمكافأتهم وإطلاق إياديهم في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، مما مكنهم من دخول ما يسمى مجلس الشعب رغم أن كثيرا منهم أُمي لا يعرف الكتابة والقراءة وتشكيل مليشيا عسكرية مهمتها السلب والنهب وابتزاز الناس، مقابل منع أي تحرك يؤذي النظام وعند هذه الفكرة أذكر مقولة لأحد الإعلاميين الراحلين نقلها عن لسان زهير مشارقة عن أحداث الثمانينات من القرن الماضي، حين وصف المرحلة بأنها قذرة “وتحتاج ناس قذرين” فكانت استراتيجية نظام حافظ الأسد حينها التصدي لتحركات الإخوان المسلمين، بإطلاق أصحاب السوابق والمجرمين وتسليحهم وضمهم الى صفوف الحزب أو الأجهزة الأمنية من أجل إرهاب المجتمع وارتكاب المجازر، وهو ما حدث بالفعل وتكرر نفس أسلوب المعالجة خلال ثورة 2011 حينما أطلق نظام بشار الأسد الآلاف من المجرمين والمتعاطين للمخدرات من السجون واستقطبهم ضمن اللجان الشعبية والقوات الرديفة التي حملت السلاح بشكل غير شرعي ولا دستوري.
اليوم تحولت هذه الشريحة المنفلتة من القانون أو الرادع الأخلاقي الى حامل لمؤسسات النظام وهي من تشكل التحالفات السياسية والاقتصادية والعسكرية وتتحكم بمفاصل النظام وتشكل تهديداً حقيقياً لبنية الدولة السورية ويمتد خطرها وإجرامها الى الحاضنة الشعبية للنظام ذاته.
مقال رأي/ محمد الحلبي
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع