يقف هذا المنقذ مكتوف الأيدي أمام حريق ضخم يلتهم أحد منازل قريته، دون أن يملك ما يساعده على إخمادها رغم أن مسؤولية إخماد الحريق هي عمله الأساسي، فقط في سوريا متطوعون كثر بإمكانيات معدومة.
رجال الدفاع المدني أو ما يطلق عليهم بأصحاب القبعات البيضاء، تطوع لهذه المهمة عدد كبير من الشبان الراغبين في تحقيق أي مساعدة من شأنها أن تخفف عن الشعب السوري ماحل به جراء القصف والتدمير اليومي من قبل آلة القتل الأسدية ومن وناصرها.
معظم المناطق في الأراضي السورية المحررة تمتلك مركز دفاع مدني توكل إليه عدد من المهام، أهمها إنقاذ الضحايا من تحت الأنقاض بحكم تعرض مناطقهم للقصف الجوي اليومي الذي يسفر عن دمار المنازل على رؤوس ساكنيها، مما يستدعي وجود فرق مختصة ومتدربة لإنتشال الضحايا، كما يتبع لمركز الدفاع المدني منظومة إسعافية توكل إليها مهمة إسعاف المصابين إلى المشافي الميدانية، والمهمة الأخرى هي إخماد الحرائق التي تنشب جراء القصف أو بدوافع أخرى.
كل ما تم ذكره من مهام يحتاج إلى مقومات وأدوات مساعدة لايتم العمل بدونها، فإنقاذ الضحايا من تحت الأنقاض يحتاج لجرافات وسيارات ومعدات خاصة، كما يجب أن يتوفر في هذه المراكز سيارات إطفاء وإسعاف وغيرها الكثير من الأدوات التي تساعدهم لانجاز عملهم هذا.
أما عن المراكز التي تمتلك هذه المقومات فهي قلة قليلة، رغم مناشدة عدد كبير من مراكز الدفاع المدني في سوريا لتوفير الإحتياجات، ومناشدة السكان كون هذه المراكز هي العنصر الأهم في الداخل السوري الذي يتعرض للقصف والمجازر الممنهجة بشكل يومي، دون مستجيب.
وفي تصريح للمركز الصحفي السوري من مدير مركز سنجار الإعلامي “جابر أبو محمد” قال: “نحن في مركز الدفاع المدني في سنجار بالريف الشرقي لمنطقة معرة النعمان بمحافظة إدلب، لدينا عدد كبير من المتطوعين للعمل في المركز، إلا أننا نفتقر لأدنى المقومات التي نحتاجها، وهي سيارة إطفاء الحريق وسيارة إسعافية، فمركزنا تتبع له خمس وسبعون قرية في ريف معرة النعمان، دون إمتلاكه لسيارة إطفاء، فقبل أيام إندلع حريق في أحد المحال التجارية التابعة لرجل فقير نازح من ريف حماة، إلا أن فرق الدفاع التابعة للمركز لم تستطع تقديم أي مساعدة بسبب عدم توفر سيارة الإطفاء، فوقف المنقذون مكتوفي الأيدي حتى إلتهمت النيران المكان”.
يضيف أبو محمد : “في كل مرة نتعرض لمثل هذه الحادثة نتصل بفرق الدفاع القريبة التي تمتلك سيارت إطفاء، إلا أنها لاتصل إلى المكان المطلوب إلا بعد أن تأكل النيران كل شيء، لاسيما وأننا في منطقة زراعية تتعرض لحرائق دائمةً في المحاصيل الزراعية التي تفنى وتفني ما حولها دون حول أو قوة”.
فمركز سنجار للدفاع المدني والذي تتبع له 75 قرية وبلدة وهو في الأصل لا يستطيع تقديم المساعدة لقريته بسبب ضعف الإمكانيات، ليس الوحيد فهناك عدد كبير من المراكز المشابهة التي تفتقر لأهم المقومات التي تحتاجها، رغم مناشدات دائمة للمنظات القائمة على تزويد هذه المراكز بما تحتاج، ولكن الردود دائماً تكون وعوداً دون أي تنفيذ أو بوادر لتحقيقها حسبما أفاد مركز سنجار
المركز الصحفي السوري – ماهر حاج أحمد