الدستور السوري هو الوثيقة القانونية الأعلى في الجمهورية العربية السورية، وهو الذي يحدد الإطار القانوني والسياسي للدولة وينظم العلاقة بين السلطات الثلاث (التشريعية، التنفيذية، والقضائية) بالإضافة إلى حقوق وواجبات المواطنين. وفيما يلي نظرة عامة على ما له وما عليه:
إيجابيات الدستور
1. تأكيد السيادة والوحدة الوطنية:
• ينص على أن سوريا دولة ديمقراطية ذات سيادة لا تقبل التجزئة، ويؤكد على وحدة الأراضي السورية والشعب السوري.
2. تنظيم السلطات:
• يحدد الدستور توزيع السلطات بين الهيئات الحكومية، ويؤكد مبدأ الفصل بين السلطات.
3. ضمان الحقوق والحريات:
• يحتوي على نصوص تؤكد حقوق المواطنين وحرياتهم، مثل حرية التعبير، المساواة أمام القانون، وحق التعليم والصحة.
4. دور القانون:
• يشدد على أن القانون هو المرجع الأعلى، ويجب على الجميع الالتزام به دون استثناء.
5. السيادة الشعبية:
• يؤكد أن الشعب هو مصدر السلطات، مما يعكس مبدأ الديمقراطية الشعبية.
6. تحديد فترة الرئاسة:
• الدستور الجديد لعام 2012 وضع قيودًا على عدد فترات الرئاسة (فترتين متتاليتين مدة كل منهما 7 سنوات). ولم يلتزم به الرئيس المخلوع بشار الأسد و رشح نفسه في انتخابات عام 2021 للمرة الرابعة ، واستمرت حتى سقوط نظامه في 8 كانون الأول (ديسمبر) 2024 على يد قوات المعارضة السورية.
الانتقادات
1. هيمنة السلطة التنفيذية:
• بالرغم من النص على الفصل بين السلطات، إلا أن الدستور يمنح الرئيس صلاحيات واسعة تجعل السلطة التنفيذية مهيمنة على السلطتين التشريعية والقضائية.
2. عدم الحياد السياسي:
• ينص على قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي للدولة والمجتمع، مما يقيّد التعددية السياسية بشكل فعلي، وإن وجد من أحزاب غير حزب البعث فهي كلها تدور في فلكه.
3. غياب ضمانات عملية للحقوق:
• على الرغم من النصوص المتعلقة بالحقوق والحريات، فإن الواقع القانوني والعملي يشير إلى أن هذه الحقوق ليست مضمونة.
4. إشكالية تعديل الدستور:
• آليات تعديل الدستور تعتبر معقدة، مما يجعل من الصعب إجراء إصلاحات دستورية تعكس متغيرات الواقع.
5. القضايا القومية والطائفية:
• يركز على الهوية العربية للدولة، مما قد يهمش الهويات الثقافية والعرقية الأخرى مثل الأكراد والآشوريين.
6. الاستقلالية القضائية:
• السلطة القضائية ليست مستقلة، حيث يتم تعيين القضاة من قبل السلطة التنفيذية، مما يثير تساؤلات حول العدالة.
7. الرقابة الشعبية:
• انعدام آليات الرقابة الشعبية على أداء السلطات، مما يحد من مشاركة المواطنين في صنع القرار.
الدستور السوري يمثل إطارًا قانونيًا مهمًّا يحدد ملامح الدولة وشكلها السياسي، لكنه يواجه انتقادات كبيرة تتعلق بتركيز السلطات، غياب الحريات الفعلية، وغياب التعددية السياسية. الإصلاحات الدستورية يمكن أن تسهم في تعزيز الديمقراطية وتحقيق المساواة إذا تم تنفيذها بجدية وشفافية.