في مشاهد متعددة صارت مستهجنة لدى شريحة واسعة من السوريين، يصّعد مخرج مسلسل باب الحارة، بسام الملا، الأحداث في المسلسل، حيث يسلط الضوء على نقاط، منها “التزمت الإسلامي مقارنة بالتسامح اليهودي”.
فالمسلسل يُظهر الإسلام بصورة رجعية متخلفة تُختصَر بضرب النساء والأحكام الفقهية المشوهة، بينما تظهر الفتاة اليهودية متسامحة، وترفض إقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين، ما أوقع المخرج في سقطة فنية كبيرة، وهي أنه يتحدث عن حقبة الاحتلال الفرنسي، ولم تكن حينها إسرائيل موجودة في تلك الفترة.
ولأول مرة في المسلسلات الشامية، يتجرأ الملا بإظهار شخصية علمانية (أبو عصام) تفصل الدين عن الحياة والسياسة، وأن هذه هي القدوة التي على جميع أهل الحارة أن يقتدوا بها، بينما شيخ المسجد (سمعو) منبوذ من أهالي الحارة، لا يتبعه إلا العاطلون عن العمل. أما الرجل الشرقي لا همّ له سوى أن يتزوج السيدة تلو الأخرى، ويعلّم بناته النميمة على نسائه اللواتي يعشن تحت سقف واحد، وكل ما يشغلهن في الحياة إرضاء الزوج (عصام)، في تصوير للمرأة السورية بأن شخصيتها تنصهر بشخصية زوجها، وكل ما يشغلها هو ما تقوله العرافات.
أحداث المسلسل باتت مثيرة للسخرية، بحسب تعليقات السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، وأطلق الكثيرون حملة بعنوان: “معا لإيقاف مسلسل باب الحارة”.
ولا يختلف المشهد في مسلسل “خاتون”، الذي تدور أحداثه في بيئة دمشقية أيضا، إذ يروي حكاية فتاة من بيئة شامية ملتزمة تهرب مع حبيبها، متمردين بذلك على المجتمع. وقدم المخرج صورة مشوّهة عن البيئة الملتزمة التي كانت تعيشها الأسر السورية.
ومرورا بمسلسلات ابتعدت عن الأحداث التي تعيشها سوريا، وسلطت الضوء على مواضيع الخيانة وشرب الخمر، والنساء والاستعراض الجسدي، معممة بذلك صورة غير منتشرة عن المجتمع السوري.
ويسعى مخرجو المسلسلات لإظهار المجتمع السوري أنه “منفتح”، إلا أن المشاهد أثارت استياء الكثيرين، فمن سرقة الفتاة لأبيها إلى إظهار سذاجة الرجل الشرقي وانعدام عقله عندما سرقته زوجته ونهبت كل ما يملك، واكتشف أنها عضو في عصابة خطيرة تقتل وتسرق وتنتحل الشخصيات؛ إلا أنه ورغم كل ذلك أبى إلا أن يسامحها ويكمل طريقه معها، كما في مسلسل “نص يوم”.
مسلسل “صرخة روح” نال النصيب الأكبر من الانتقادات، ووُصف بأنه لا يصح مشاهدته لمن هو دون الثامنة عشرة، كانت الممثلات يتسابقن للتعري، في حين أن الأحداث والمواضيع “متمردة” على المجتمع السوري.
ولم تسلم حتى الأعمال الكوميدية من الانتقادات، وأبرزها مسلسل بقعة ضوء الذي عاد بجزئه الثاني عشر، لكن أغلب لوحاته تدور حول تنظيم الدولة، أما اللاجئ السوري الذي ذهب ليطلب اللجوء في ألمانيا فهو مواطن لا يهمه كل القتل الذي حدث في بلاده، وإن كان لأقرب الناس إليه، فقرار الإقامة عنده أهم من كل هذا، في حين ساوى في حلقات أخرى بين تجاوزات كل من المعارضة والنظام.
كما يلاحظ أن أغلب الأعمال صُورت في بيوت فارهة، وأبطالها يركبون أحدث السيارات، بينما لا تلحظ هذه المسلسلات أن أكثر من نصف الشعب السوري بات تحت خط الفقر، فضلا عن ضحايا الموت جوعا.
وأطلق سوريون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عنوان: “الدراما السورية لا تمثلني”، وشارك فيها عدد من الإعلاميين والناشطين والصحفيين.
وكتب الإعلامي أحمد منصور: “عشرات المليارات من الجنيهات والدنانير والريالات والدولارات من أموال الشعوب أنفقت على البرامج والمسلسلات التافهة في رمضان من أجل هدم ما تبقى من ثوابت الدين والأخلاق لدى المجتمعات العربية المسلمة”.
وأضاف منصور على “فيسبوك”: “مستوى الإسفاف والانحطاط الأخلاقي وهدم ثوابت الدين في مسلسلات هذا العام غير مسبوق، وأصبح كتاب السيناريو يتسابقون في مستوى السفاهة، والتفاهة والسوقية والسباب والشتائم التي تجاوزت مستوى المستنقعات الأخلاقية، والمجتمعات الفاسدة بمراحل”.
وكتبت هاديا الخطيب: “الدراما السوريه شوهت صورة الشعب السوري، إذا كانت بيئة قليلة هكذا، فليس علينا التعميم”.
ونشرت ندى: “وطن مدمر من أقصاه إلى أقصاه.. شعب مشرد يعاني كل هموم الحياة.. وأغلب المسلسلات ملاه ليلية وخيانات”..
عربي 21