لم يعد بمقدور أكثر المواطنين السوريين تحمل مصاريف السيارات من أعطال وغلاء في أسعار قطع التبديل ومصاريف وقود باهظة، بالإضافة للارتفاع الكبير في أجور سيارات الأجرة، الأمر الذي أدى لتزايد الاعتماد بشكل خاص على الدراجات النارية في المناطق المحررة بشكل متزايد.
كان النظام يضيق الخناق على أصحاب الدراجات النارية، فتعمد أجهزة الأمن والمخابرات في أوقات محددة في فصل الشتاء إلى مصادرة الدراجات النارية في الطرقات وإعادة طرحها في الأسواق من جديد خلال بداية فصل الصيف لتباع للمواطنين، إلا أن بعض عناصر النظام كانت تستفز المواطنين بأخذ بعض المبالغ كي لا يقوموا بمصادرة دراجات المارة.
أبو رحمو أحد سكان مدينة إدلب يقول: “قامت دورية تابعة للمخابرات بنصب حاجز على أحد الطرق الرئيسية في المدينة قبل تحريرها ومصادرة الدراجات المارة وكنت من بين المارين، وقاموا بمصادرة دراجتي واضطررت لشرائها بعد عدة أشهر عندما قاموا بطرح الدراجات في الأسواق”.
بدأت الدراجات النارية تزداد في المناطق المحررة شيئاً فشيئاً بسبب غياب الرقابة من قبل النظام وعناصره بالإضافة لانخفاض مصاريفها المتمثلة بالوقود وأجور الصيانة مقارنة مع السيارات الخاصة وسيارات الأجرة، مما دفع الكثير من المواطنين إلى شراء الدراجات والعمل عليها كبديل للمواصلات ضمن المناطق في الأرياف والمدن.
أبو محمد رجل من ريف حلب يقول: ” تشهد أسواق بيع الدراجات مزادات مستمرة منذ الصباح الباكر وحتى المساء تباع خلالها بعض الدراجات بأسعار خيالية قد تصل أحياناً عند هواة الدراجات إلى أكثر من 500 $ حتى أن هذه الأسواق تشهد إقبالاً من قبل صغار السن”.
على الرغم من أن للدراجات النارية العديد من الإيجابيات إلا أنها تحتوي العديد من السلبيات، وذلك بسبب استياء الأهالي من كثرة عددها في المدن بالإضافة للإزعاج الكبير واستخدامها في عمليات الاغتيالات الليلية والسرقة وقطع الطرقات وقيادتها بشكل متهور في الشوارع والأزقة المأهولة بالسكان.
أحمد أحد المواطنين من ريف حماه يقول: “أصبح الأطفال يقودون الدراجات ومما زاد الأمر سوءً أنهم لا يتقيدون بحدود السرعة داخل المدن، فقد تعرض ابني الصغير في إحدى المرات أثناء قطعه للطريق لحادث صدمٍ من قبل أحد الفتية المسرعين على الدراجة وما إن قام حتى فر بدراجته كي لا تقوم عناصر الأمن التابعة للثوار بإلقاء القبض عليه”.
لم تكن الدراجات هي البديل الوحيد الذي أوجده السوريون في ظل الأزمة فقد أثبت السوريون خلال الأعوام السابقة صمودهم في وجه التحديات وقدرتهم على التأقلم مع كل الظروف لتبقى ثقافة الحياة هي السائدة رغم كل المآسي.
مصطفى العباس
المركز الصحفي السوري