يسيطر الخوف على سكان الأحياء الشرقية في مدينة حلب في شمال سوريا بعدما باتت قوات بشار الأسد تحاصر منطقتهم بشكل كامل، ويسعى كثيرون إلى إيجاد طريق للمغادرة استباقا لسقوط المدينة أو تحسبا لحصار تجويعي طويل.
وأحكم الجيش السوري الحصار على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، بعدما قطع بشكل كامل طريق الكاستيلو، آخر منفذ إلى تلك الأحياء التي يقطنها أكثر من 200 ألف سوري، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتتواصل الاشتباكات بين قوات النظام والفصائل المقاتلة في محيط الكاستيلو في شمال حلب، وفق المرصد. كما تتعرض الأحياء الشرقية لغارات جوية منذ الأحد.
ويأتي تقدم قوات النظام ووصولها إلى طريق الكاستيلو بعد عشرة أيام من تمكنها من قطعه ناريا، إثر سيطرتها على مزارع الملاح الجنوبية المطلة عليه من الجهة الشرقية.
وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن قلقه إزاء قطع طريق الكاستيلو «أمام الإمدادات الإنسانية من وإلى شرق مدينة حلب»، خصوصا بسبب «الكثافة السكانية المرتفعة في هذه المنطقة».
وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع الذي تشهده سوريا منذ العام 2011 إلى سلاح حرب رئيسي تستخدمه جميع الأطراف المتنازعة. ويعيش بحسب الأمم المتحدة نحو 600 ألف شخص في مناطق محاصرة بغالبيتها من قوات النظام.
ويقول مدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس كريم بيطار لوكالة فرانس برس «إلى جانب الكارثة الإنسانية المقبلة، فإن التطورات الأخيرة في شرق حلب لها أهمية سياسة كبيرة».
وأضافت قضماني العضو في الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم ممثلين عن أطياف واسعة من المعارضة السورية «العقاب الجماعي الذي نشهده في حلب وحقيقة أن روسيا مشاركة في كل هذا، يضع علامة استفهام كبيرة على مفاوضات جنيف».
واعتبرت أن فرص نجاح المفاوضات التي تسعى إليها الأمم المتحدة وعرابا المفاوضات الولايات المتحدة وروسيا «تتراجع أكثر وأكثر وتصبح بعيدة أكثر وأكثر».
وكانت قوات النظام السوري بدعم من حزب الله شنت في فبراير الماضي هجوما واسع النطاق في ريف حلب الشمالي وتمكنت من السيطرة على مناطق عدة وضيقت الخناق على الأحياء الشرقية. في 27 فبراير، فرضت واشنطن وموسكو اتفاقا لوقف الأعمال القتالية في مناطق عدة في سوريا، ما أدى إلى تراجع العمليات العسكرية لوقت قصير جدا، لكن الهدنة انهارت تماما في مدينة حلب بعد نحو شهرين.
العرب القطرية