تراجعت أسهم تشكيل الحكومة في لبنان وتعثرت الجهود التي كان يقوم بها فريق رئيس الحكومة المكلف سعد الدين الحريري بهدف تقريب وجهات النظر ما بين “التيار الوطني الحر” من جهة وحزب “القوات اللبنانية”.
وتعدى الخلاف بين الطرفين المسيحيين حفلات التراشق الإعلامي ليصل إلى حد الكشف عن مضمون وثيقة “معراب” التي كانت أساسا للمصالحة المسيحية-المسيحية ووصول النائب ميشال عون إلى سدة رئاسة الجمهورية.
ومع هذا الخلاف تعقدت مساعي رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى تشكيل حكومة ائتلافية تضم معظم الأطراف والمكونات السياسية، لا سيما في ظل إصرار الفريق الدرزي المتمثل بالنائب السابق وليد جنبلاط على الاستحواذ بكامل الحصة الدرزية في الحكومة، “3 وزراء”، مقابل إصرار رئيس الجمهورية على تمثيل النائب طلال إرسلان بوزير داخل الحكومة المقبلة.
وأمام ما وصل إليه مسار تشكيل الحكومة، بدأت أوساط متابعة تشير إلى إمكانية تقليص عدد الوزراء داخل الحكومة المقبلة إلى 24 وزيرا، وهو ما قد يخفف من حدة الخلافات القائمة ما بين المكونات السياسية حول تقاسم الحصص الوزارية.
وبهذا السياق يقول عضو “تكتل الجمهورية القوية” المحسوبة على “حزب القوات اللبنانية” النائب فادي سعد لـ”سبوتنيك”: “في الدول الطبيعية مع طاقم سياسي وطبقة سياسية طبيعية الحكومات تكون كثيرة العقد عندما تكون بصدد التأليف والعقد تخف يوماً بعد يوم، في لبنان لأن البلد غير طبيعي، العقد تزيد ولا تنقص، بدأنا بعقدة ما يسمى العقدة الدرزية، ثم عقدة وزارة المالية، ثم عقدة ما يسمى العقدة المسيحية، ثم نذهب إلى أزمة صلاحيات بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، هناك مجموعة عقد قابلة للحل ولكن يجب أن يكون هناك قرار لحلها، وتنازلات من الطرفين”.
وأشار إلى أن “موقف “حزب القوات اللبنانية” واضح ونريد تسهيل عملية تشكيل الحكومة شرط أن لا تكون على حسابنا، هناك حدود للتنازلات، تمثيلنا في الحكومة يجب أن يكون بين حدين، وأصبح واضح اتفاق معراب على ماذا ينص في شقه الوزاري، ونريد تمثيل يتناسب مع حجمنا السياسي الذي أخذناه في الانتخابات النيابية”.
وأضاف سعد:”إذا كان هناك تحت الرماد أي نوع من أنواع التحجيم أو الفيتو نحن نرفضه، ويجب أن يعرفوا أن الحرب إما انتهت أو لم تنته، إذا انتهت الحرب لا يوجد فيتو على أحد، مثلما لا نضع أي فيتو على أي شريك في الوطن كـ”حزب الله” أو غيره، لا أحد لديه الحق بوضع فيتو على تمثيل القوات، نحن لنا حق استلام أي وزارة”.
وأكد سعد أن البلد على شفير الإفلاس والوضع الاقتصادي مترد وكذلك الوضع الاجتماعي سيء، والمواطنون ينتظرون الكثير من الطبقة السياسية.
وحول مطلب “حزب القوات اللبنانية”، قال سعد:”نحن بالمبدأ نطالب باحترام نتائج الانتخابات، وبأن لا يكون هناك فيتو علينا بغض النظر إذا أخذنا حقيبة سيادية أم لم نأخذ، وثالثاً فليحترم اتفاق معراب، هذه مطالبنا الأساسية والباقي قابل للتفاوض ليس لدينا حقيبة معينة متمسكين بها، وليس لدينا شخصية معينة لنوزرها، نطالب باحترام التمثيل الشعبي”.
وأشار إلى أنه من المفترض بحسب الدستور، أن يقوم رئيس الحكومة بالتشاور مع رئيس الجمهورية بتأليف الحكومة وليس رئيس تيار ولا وزير ولا نائب، الذي نراه اليوم عملية تلاعب بالأصول الدستورية.
وأكد سعد أن “التوتر المسيحي-المسيحي لن يتصاعد لأنه اتخذنا قراراً بالتهدئة، ولكن طالما الممارسة السياسية تكون ممارسة هواة والوضع في لبنان لا يسمح بالتلاعب بهذه الطريقة، نحن مستعدين لأي حوار ونحن منفتحين على الحوار بكل المستويات”.
المصدر:sputnikعربي