تحاول القوى الكبرى تدجين المعارضة بأسلوب العصى والجزرة والنظام لا يريد المفاوضات ولا يقبل ان يدخل بمفاوضات جدية، والروس على الغالب لا يرغبون بحل قريب للشأن السوري فهم بكل تأكيد يريدون حلا من تفصيليهم لترسيخ الهيمنة الروسية والاحتلال للأرض السورية.
والتصعيد الحاصل على السوريين هو إعادة إعمار سياسي لهم، ومن ينادي بالديمقراطية أثبتت المرحلة السابقة من عمر الثورة السورية أنها شعار يردد في المحافل الدولية، وكل المنادين بها يمارسون دكتاتورية مطلقة عندما يتبوء كرسيا فيه سلطة ما في أي مكان.
فيجب عدم الرهان على التغيرات السياسية التي تحصل في الدول المؤثرة والصحيح هو الإعداد لقوى سورية قادرة على إثبات الذات لذلك يجب تجميع القوى السورية السياسية على برنامج وأخلاقيات ومبادئ واحدة وتجميع القوى العسكرية في خندق واحد ليسيران معا ، فسوريا باتت قاربا يحتاج ليسير بخط مستقيم لمجدافين اثنين، وعند استخدام مجداف واحد سوف يبقى القارب يدور حول نفسه في مكانه.
تلاحم المسارين السياسي والعسكري بعد إجراء مصالحات وتوافقات في كل مسار هو الحل الوحيد للسوريين لانه انتظار سياسة الدول ومواقفها لن يجدي نفعا، وانتظار الآخرين للحل سوف يطيل أمد المعاناة، وخروج مسؤول أمريكي ليقول بأن إزاحة الأسد لم يعد أولوية أمريكا، فهذا يدفع لاستمرار الوضع الراهن والذي يصب في مصلحة القوى الكبرى، وملامح التفاهم الدولي والإقليمي لم تتضح حتى الآن ولم تستقر بسبب عدم التصريح بأهداف هذه الدول بشكل مباشر، ومازالت تتفق القوى الداخلة في الشأن السوري شهورا ثم تتنافر لتذهب كل دولة لتحالف عدوة الأخر في لعبة المد والجزر، وشلال الدم السوري مستمر، فلا مناص من الحشر في خندق واحد لكل السوريين إن كان على الصعيد العسكري أو السياسي لتتظافر الجهود، واقتلاع أسرة الأسد التي أوغلت في الإجرام والقتل من الحكم.
اعتقد بوتين أنه يستطيع استخدام الورقة السورية كي يعيد لبلده المجد الذي زال وسقط مع سقوط الاتحاد السوفياتي، لكن آفاق بوتين وجد نفسه في وسط الأوحال السورية وبدأ يغرق فيها، والنظام السوري والإيرانيون يصفقون لهذا التورّط، لأنّ المشروع الروسي في سوريا لا أفق له من جهة، ولأنّ التراجع سيعني الكثير لبوتين.
كلمة العدد: أكرم الأحمد