أطلقت مؤسسة صحفية سودانية، اليوم الأحد، بالخرطوم، مبادرة شعبية لتعزيز التواصل وتقوية الروابط الثقافية والاجتماعية، بين شعبي السودان وجنوب السودان، لتلافي الآثار التي نجمت عن انفصال الأخيرة 2011.
واستهلت مؤسسة “طيبة برس للإعلام” (مستقلة) ، مبادرتها بندوة ” التواصل الشعبي كرافعة للعلاقات بين السودان وجنوب السودان”، بمشاركة أكاديمية وسياسية وإعلامية لافتة.
وتهدف المبادرة إلى “توظيف التواصل الوجداني بين شعبي البلدين لتقوية العلاقات بينهما، وتطوير التعاون المجتمعي والاقتصادي لمصلحة الشعبين”.
ودعا مدير المؤسسة محمد لطيف إلى “تبنى حملات شعبية وإعلامية، لرفع الوعي ورتق النسيج الوجداني بين شعبي البلدين، وإزالة تأثيرات الانفصال، وما شابه من توتر سياسي بين الخرطوم وجوبا”.
بدورها، أكدت مها أحمد عبد العال، القيادية بحزب المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) في السودان، في كلمتها بالندوة، أن “التواصل الشعبي بين البلدين ضرورة وحتمية، توجبها علاقات الثقافة والتداخل والتصاهر وصلة الدم بين شعبي البلدين”.
فيما خلص الطيب زين العابدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم، ورئيس جمعية الصداقة السودانية الجنوب السودانية (مستقلة) إلى أن”السياسة أفسدت العلاقات الشعبية بين الخرطوم وجوبا”.
ودعا “إلى فتح الحدود بين البلدين لتعزيز التواصل الشعبي، والتجارة بين المواطنين”.
وأضاف “على النخب الحاكمة في البلدين تحويل الحدود إلى حدود مرنة لأبعد مدى، لتكون حدوداً شبيهة بحدود دول الاتحاد الأوروبي”.
بدوره، قال وزير التعاون الدولي السوادني السابق والخبير في قضايا مناطق التماس (الحدود)، يوسف تكنة، إن القبائل والمجموعات الإثنية والثقافية على طرفي الحدود البالغة 2000 كيلومتر، لم تتأثر بالانفصال بالانفصال السياسي.
وتابع، “القبائل مارست حياتها الطبيعية، من تجارة ورعي وزراعة”.
ويعيش على طرفي الحدود بين دولتي السودان، قرابة 13 مليون نسمة، من جملة عدد سكانهما مجتمعين المقدر بأكثر من 50 مليون، بحسب مراسل الأناضول.
ولا تستطيع السلطات في الدولتين الحيلولة دون حركة مجموعات القبائل الرعوية بين طرفي الحدود.
وتقدر قطعان الماشية التي تتنقل بين البلدين على طرفي الحدود بأكثر من 10 ملايين رأس.
وانفصل جنوب السودان عن السودان باستفتاء شعبي في 2011.
وانفجرت حرب أهلية في الدولة الوليدة بين القوات الحكومية وقوات المعارضة بعد عامين من استقلالها.
وخلّفت تلك الحرب نحو 10 آلاف قتيل، وشردت مئات الآلاف من المدنيين، ولم يُفلح اتفاق سلام أبرم في أغسطس/ آب 2015 إيقافها.
ونزح مئات الآلاف من مواطني دولة جنوب السودان، هرباً من القتال، والأوضاع الإنسانية القاسية التي ترتبت على الحرب.
ورفض السودان اعتبار مواطني دولة جنوب السودان “لاجئين”، بل اعتبرهم مواطنين، ومنحهم حقوق المواطنة كاملة، بحسب مراسل الأناضول.
الاناضول