طالبت وزارة الخارجية يوم السبت، مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بإدانة المجزرة المروعة التي ارتكبتها “المجموعات المسلحة” في قرية الزارة بريف حماة واتخاذ إجراءات رادعة وفورية وعقابية بحق الدول والأنظمة الداعمة والممولة “للإرهاب”.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالتين وجهتهما إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي “قام إرهابيو “جبهة النصرة” و”احرار الشام” والفصائل المتحالفة معهما بالتسلل فجر يوم الخميس 12 أيار 2016 إلى قرية الزارة الكائنة في محافظة حماة حيث ارتكبوا مجزرة إرهابية دموية بحق السكان المدنيين الآمنين معملين ذبحا وقتلا في صفوف أهالي القرية دونما تمييز بين طفل أو امراة أو مسن أو مريض وهم نيام في أسرتهم ومنكلين بجثث الضحايا بوحشية يندى لها الجبين”.
وسيطرت فصائل معارضة, يوم الخميس, على بلدة الزارة في ريف حمص, والخاضعة لسيطرة الجيش النظامي منذ 2014، عقب اشتباكات بين الطرفين، في وقت تحدثت وكالة (سانا) الرسمية عن “مجزرة” بحق المدنيين في البلدة، نفذتها فصائل مقاتلة.
وأضافت الخارجية “قبل ذلك قام الإرهابيون بقصف القرية بالصواريخ وقذائف الهاون ومدافع جهنم ما أحدث دمارا في المنازل والممتلكات الخاصة والعامة فسقط الكثير من المدنيين الأبرياء شهداء وجرحى على الفور في حين تم إعدام عدد من المدنيين على جسر الرستن كما أصيب عشرات آخرون بجروح متفاوتة الخطورة إضافة إلى قيام الإرهابيين باختطاف الكثير من أهل الزارة اغلبهم من الأطفال والنساء واقتادوهم إلى وجهة غير معلومة حتى الآن”.
وتابعت ان “تنظيمات مسلحة تعتبرها بعض الدول الغربية وغيرها تنظيمات مسلحة معتدلة مثل جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية وفيلق الرحمن وكتائب أهل السنة واجناد حمص ، اعلنت عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي مسؤوليتها عن هذه المجزرة الدموية، مؤكدة أنها هاجمت قرية الزارة بشكل جماعي وارتكبت المجزرة كما هو منسق ومتفق عليه مسبقا”.
وكانت غرفة عمليات حماة المعارضى قالت في بيان ان عناصرها يحاولون عدم التعرض للمدنيين وان الامراتين اللتان انتشرت صورهما مقتولتين “حاولتا قتل” مسلحين تابعين لاحرار الشام فتم قتلهما، قبل ان تتحدث عن عزمها “التحقيق” بالموضوع.
وأوضحت الوزارة أن “ارتكاب التنظيمات الإرهابية المسلحة المجزرة المروعة هذه إنما يتسق مع سلسلة الاعتداءات والهجمات الإرهابية المنظمة التي تستهدف العديد من المدن السورية والتي تنفذ بأوامر مباشرة من أنظمة التطرف والتعصب في كل من الرياض وأنقرة والدوحة بغرض تقويض الجهود الرامية إلى حقن دماء الشعب السوري وإفشال محادثات جنيف وترتيبات التهدئة واتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية”.
ونوهت الوزارة أن “هذه المجزرة المروعة تأتي في الوقت الذي رفض فيه ممثلو كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وأوكرانيا في مجلس الأمن ادراج تنظيمي “جيش الإسلام” و”أحرار الشام” على قوائم مجلس الأمن للجماعات والهيئات والكيانات الإرهابية ما يعكس تشجيع هذه الدول للأعمال الإجرامية التي ترتكبها هذه التنظيمات وإصرارها على اغلاق أعينها عن جرائم هذه الجماعات الإرهابية بما يوضح عدم جدية هذه الدول في مكافحة الإرهاب وفي وقف الأعمال القتالية في سورية”.
وأكدت الوزارة أن “مجزرة الزارة تأتي نتيجة لصمت مجلس الأمن عن إدانة الأعمال الإرهابية الشنيعة التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية في مختلف مناطق الجمهورية العربية السورية ونتيجة لرفض بعض أعضاء المجلس اتخاذ إجراءات رادعة وفورية وعقابية بحق الدول والأنظمة الداعمة والممولة للإرهاب ولا سيما أنظمة الرياض وأنقرة والدوحة التي لا تتورع عن استخدام الإرهاب والجماعات الإرهابية المختلفة وغيرها من الوسائل المنحطة للوصول إلى أهدافها الدنيئة”.
وختمت وزارة الخارجية والمغتربين رسالتيها بأن حكومة الجمهورية العربية السورية تطالب مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بإدانة هذه “المجزرة الإرهابية” فورا كما تطالب مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين عبر اتخاذ إجراءات رادعة وفورية وعقابية بحق الدول والأنظمة الداعمة والممولة “للإرهاب” ولا سيما الأنظمة في كل من السعودية وتركيا وقطر ومنع هذه الدول من الاستمرار في دعم “الإرهاب”.
وتشهد “الهدنة” الشاملة في سوريا , والتي دخلت حيز التنفيذ في 27 شباط الماضي, بعد أن توصلت موسكو وواشنطن إلى الاتفاق بشأنها, تراجعا كبيرا”, في ظل تصاعد وتيرة الأعمال العسكرية ، حيث تتبادل الأطراف اتهامات بالمسؤولية عن وقوع خروقات مستمرة.
سيريانيوز