منذ الشهر الرابع العام الفائت عادت الجامعات في تركيا بعد الإغلاق العام إلى التعليم ولكن عن بعد, واستمر الأمر إلى الآن. قد يجد البعض الفرصة في التعليم عن بعد للعمل أو للاهتمام بالعائلة أو حتى توفير الوقت والجهد والراحة, الأمر قد يختلف للعديد من الطلاب, خصوصا المستجدين وطلاب الأفرع العملية وطلاب سنوات التخرج.
“أحب الأناقة منذ صغري, وأعتقد أن بيئة الإنسان لها تأثير كبير عليه، ما نسمعه ونراه ونتذوقه ونشمه يؤثر فينا وعلى تفكيرنا حتى. هناك ما يكفي من البشاعة في العالم، لذا أود أن أعيش بين الأشياء الجميلة, وأن أساعد وألهم الناس ليحققوا ذلك أيضا عبر التصاميم, لهذا اخترت فرع هندسة العمارة الداخلية أو التصميم الداخلي.” تقول ياسمين.
بينما يجمع العالم على أهمية المهارات الشخصية ومهارات استخدام المعلومة في عصر التقنية, حيث تتوفر المعلومة بسهولة في كل مكان لكن تنقص الخبرات والمهارات, التعليم عن بعد قد لا يلبي متطلبات الطلاب الجامعيين من هذا الجانب.
اذا نظرنا فعلياً فإن ما يميز الجامعة عن غيرها من المؤسسات التعليمية هو مجتمعها وحياة حرمها المتنوعة.
“أشعر أني خسرت ما يميز الحياة الجامعية عن المدرسة, لايزال هنالك بعض الفرق, لكن لم تتح لي الفرصة للتعرف على نظام الجامعة وتجربته, أنهيت فصلي الأول وكأنني لا أزال لم أدخل الجامعة”، تقول ياسمين.
كما أن السؤال الذي يطرح نفسه, هل سيكون التعليم عن بعد كافٍ ليؤهل الطلاب للمستقبل والحياة الواقعية؟.
” أطمح للعمل في ورشات تصميم ضمن فريق, ولا أرى أن التعليم عن بعد إن استمر على هذا النحو سيساعدني في تحقيق ذلك, فرعي وإن بدا مستقبله في العمل المكتبي والتصميم على الحاسب لكنه ليس كذلك تماما, العمل الميداني مهم بالنسبة لنا, علينا التجول والبحث لاختيار المواد ومعاينة الأماكن والمساحات والقياس والتعديل والاجتماعات للنقاش مع الزبائن حول التفضيلات ومع الفريق والورش لمعرفة الخيارات وما يمكن فعله. كما أن طبيعة دراستنا الجامعية تغلب عليها أسلوب العمل الجماعي, حيث يعطينا المحاضر مهمة ونعمل على تطبيقها وأفكار حولها, لكننا إلى الآن لم تتح لنا الفرصة بالقيام بذلك.”
يقول الشاعر “تجري الرياح بما لا تشتهي السفن, وهو الوضع في بعض الأحيان, لكن يقول آخر أيضا ” نحن الرياح ونحن البر والسفن, من يبتغي شيئا بهمته يلقاه لو حاربته الأنس والجن”.
قد يكون من الحكمة تحويل التعليم إلى تعليم عن بعد لتخفيف الإصابات, لكن دراسة الأثر وابتكار حلول وبدائل أمر ضروري. الجلي أننا في زمن أشد ما نكون بحاجة للابتكار.
بيان آغا
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع