الحولة المحاصرة
رزان يوسف
منذ بداية الثورة وكل منطقة من مناطق سوريا قد نالت نصيبها من العنف والوحشية والهدم والتدمير من قبل قوات النظام السوري بأتباع سياساتٍ مختلفةٍ حسب مقاومة كل منطقةٍ وما تمتلكه من أمكانياتٍ تجعلها تتحدى أليات النظام وطائراته الحربية , لاجئين إلى معداتٍ دفاعيةٍ بسيطةٍ لا يمكن مقارنتها بما يمتلك ذلك النظام , حيث يسعى النظام إلى احكام قبضته بشكل كاملٍ على قريةٍ أو بلدةٍ حيث تستمر معارك الكر والفر بين قوات الجيش النظامي والجيش الحر بين تقدمٍ وتراجعٍ عن المناطق
وها هي مدينة الحولة يعود فيها النظام ليتّبع نفس السيناريو بمحاولة التوغل مرة أخرى داخل مدينة الحولة فبعد عامين من محاصرتها من قبل قوات النظام والتي لم يتوانى فيها ولو ليوم عن القصف المستمر من الحواجز المحيطة بالمدينة , الأمر الذي تسبب بنزوح الكثير من الأهالي وتشرد العشرات وقتل الكثيرين منهم , فمنذ يومين حاولت قوات النظام المتمركزة على أطراف المدينة التسلل إلى داخل المدينة الأمر الذي أدى إلى حدوث اشتباكات بين جيشي النظام والحر كانت حصيلة الاشتباكات 10 قتلى من عناصر الجيش الحر و40 من عناصر جيش النظام الامر الذي دفع الجيش النظامي للتراجع لحواجزه وليتابع عمليات قصف مستمرة باتجاه مناطق الحولة بالطيران الحربي وبالصواريخ .
وقد تجددت الاشتباكات اليوم 26/8/2014بين الجيشين وحاول الجيش النظام للمرة الثالثة على التوالي السيطرة على الطريق بين السمعليل وقرية برج قاعي ومحطة الكهرباء وذلك تحت غطاء جوي قوي حيث كانت مروحيتان وطائرتا سيخوي تحلق في سماء المنطقة وتقوم بإلقاء البراميل المتفجرة والصواريخ على المنازل مما تسبب في تهدم العديد من المنازل وسقوط العديد من الشهداء والجرحى , وقد تلى ذلك قصف مدفعي عنيف على المنطقة من (حاجز قرمص والقبو ومؤسسة المياه). وردا على ذلك فقد قامت عناصر الجيش الحر بضرب معاقل الشبيحة في قرية الغور الشيعية محققةً أصابات مباشرة .
وفي وسط هذا التصعيد العسكري الذي لا يرحم تزداد الحالة الإنسانية سوءً وصعوبةً في ظل انقطاع التيار الكهربائي لليوم السادس على التوالي , كما تعاني من نقص بالمواد الغذائية ,اضافة إلى أن المشافي الميدانية تعاني من نقص حاد في الأودية والمعدات الطبية وكما أنها تفتقر لأكثر ضروريات الحياة .
ومن جهة أخرى فقد تمكن الجيش الحر حتى الآن من تدمير عربتي(T72) و عربة بي ام بي دبابة تي 55. إضافة إلى 48 قتيل و80 أو أكثر مصاب ,ولا تزال هذه الاشتباكات مستمرة حتى الآن.