وسط معاناة السوريين من القتل الجوع والبرد والتشرد و في ظل تخاذل الدول العربية و الغربية تجاه اﻷزمة السورية، أطلق إعلاميون و ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي عدة حملات تحت مسميات متعددة و لغايات مختلفة، عساها تلقى صدى ً و تحقق نتيجة.
انتشرت حملات بأنواع متباينة فمنها المادية، أو المعنوية، أو التنموية، أو الساخرة، فقد انطلقت حملة تنموية في 3/كانون الثاني من هذا العام قامت بها نساء تركيات لحياكة قبعات الصوف دعماً للاجئين السوريين في المخيمات، حيث امتدت الحملة لتنضم إليها مؤخراً كلاً من زوجة الرئيس التركي أمينة أردوغان، ووزيرة شؤون العائلة والسياسات الاجتماعية سيما رمضان أوغلو.
قالت “حسيبة توران” وهي منظمة الحملة، في لقائها مع صحيفة يني شفق، “بدأنا الحملة تحت شعار “ننسج حبنا عقدة عقدة”، عقب زيارتي لمخيم سروج للاجئين السوريين في ولاية شانلي أورفة جنوبي تركيا، ومشاهدتي لمعاناتهم على أرض الواقع، تأثرت كثيراً وأخذت أفكر في طريقة لمساعدتهم”، وأشارت إلى أن هدف الحملة في المرحلة الأولى كان حياكة ألف قبعة، تضيف توران ” إلا أننا تمكننا من جمع 10 آلاف قبعة في الوقت الحالي، ونسعى لمواصلة العمل لتحقيق هدفنا في حياكة 50 ألف قطعة”.
لم تقتصر تلك الحملات على الدعم الخارجي فقط، بل قامت عدة حملات معنوية من الداخل السوري، عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ناشد ناشطون سوريون عبرها المجتمع الدولي لإنقاذ أهل مضايا بريف دمشق من الحصار الذي فرضه النظام عليهم منذ الأول من تموز/2015، فأطلقوا حملة ( #صوموا_ولو_ساعة_لأجلهم ) حين اشتدت وطأة الحصار على سكان مضايا، ما دفعهم إلى اللجوء إلى «سلق» أوراق الشجر والحشائش بالماء لإطعام أطفالهم واسكات جوعهم، في ذات السياق روّج ناشطون على “تويتر” حملة داخل و خارج سوريا اليوم الجمعة ً تحت مسمى ( #يوم_الغضب_ضد_حصار_الجوع) لوقف الحصار في جميع المدن السورية.
و الجدير بالذكر أن التدخل الروسي في سوريا واجه رفضاً قطعياً من قبل الشعب السوري، و لأن السوريين لايجدون مجيباً لنداءاتهم و استغاثاتهم يبقى أمامهم إطلاق الحملات فقط، لذلك نشر إعلاميون سورييون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة بعدة لغات عالمية، نددت بالتدخل العسكري الروسي و قصف طيرانه للمدن والبلدات السورية، و قتله الآلاف بينهم عدد كبير من الأطفال، فقد سبب استشهاد الطفلة “ليمار الطعاني” بالقصف الروسي يوم 22/تشرين الثاني2015 على مدينة درعا، غضباً واسعاً لدى عموم السوريين، فبدأ الناشطون حملة لفضح جرائم العدوان، وتفاعل آلاف السوريين والعرب والأجانب مع الحملة بعد أن طلب القائمون عليها من السوريين المشاركة بنشر الصور مرفقة بهاشتاغ (#روسيا_تقتل_أطفالنا).
تعود السوريون أن يقلبوا معادلة الحياة لصالحهم ويواجهوها بالأمل، فأصبحوا يطلقون حملات سخرية مؤخراً تدين جرائم و أفعال بشار الأسد بأسلوب استهزائي، و أظهروا اختفاء دور الأسد بالأحداث السورية بعد التدخل الروسي و تدخل عدة قوى دولية أخرى، من خلال حملة سخرية تداولتها صفحات “الفيسبوك” تحت مسمى (لا تكن مثل بشار).
تحت ضغط كل تلك الظروف القاهرة إلا أن السوريين لم يستسلموا حتى آخر لحظة لينالوا حريتهم المنشودة، فماذا تنتظرون من شعب يسخر من أشد الجرائم ليخفف عن نفسه شدة تأثير الحرب في الوقت الذي تخلى عنه جميع الدول العربية و الغربية؟!.
ظلال سالم
المركز الصحفي السوري