قضت محكمة الجنايات الرابعة الاقتصادية، التابعة للنظام، بسجن رجل الأعمال السوري، زاهر زنبركجي، لمدة 15 سنة، مع تغريمه بمبلغ 10 مليارات ليرة سورية، ورد الأموال لآلاف المدعين الشخصيين عليه.
وقال مصدر من محكمة الجنايات، لصحيفة “الوطن” الموالية، إن المحكمة حجزت على أموال زنبركجي، لأنه مطالب بردّ الحقوق الشخصية للمدّعين البالغ عددهم نحو 4600 شخص.
وأوضح المصدر أن الغرامة التي فرضت على زنبركجي ليس لها علاقة بالحقوق الشخصية للمدّعين، ويمكن استبدالها بعقوبة الحبس على ألا تتجاوز السنة بحسب قانون العقوبات، متوقعاً أن يتجاوز مبلغ رد الحقوق مليارات الليرات.
وألقي القبض على زنبركجي، صاحب مشروع “شجرتي”، في كانون الثاني الماضي، بعد اتهامه بعمليات احتيال واسعة على سوريين، مدنيين وعسكريين، حيث عمد إلى أخذ أموالهم لقاء تشغيلها ومنحهم أرباحاً عليها، قبل أن يتم إغلاق شركته وختمها بالشمع الأحمر.
وأكدت وسائل إعلام محلية حينها، أن زنبركجي لم يكن له أي حسابات مصرفية، وعُثر في منزله على مبالغ نقدية بمئات ملايين الليرات، ومنازل بعض أصدقائه وذويه حيث وزع بعض المبالغ.
وكانت وزارة الإدارة المحلية والبيئة في حكومة النظام أطلقت عام 2012، بالتعاون مع “مركز الأعمال الكوري“، مشروع “شجرتي” لإعادة تأهيل المناطق الزراعية، التي تأثرت بفعل الحرب، وشغل زاهر زنبركجي منصب مدير المشروع، وفق ما يقول موقع الوزارة الرسمي.
في حين أكدت مديرة الشركات في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التابعة للنظام، إلهام شحادة، عدم وجود ترخيص لدى الوزارة باسم “الشركة الكورية”، أو شركة “شجرتي”، أو أي ترخيص آخر باسم صاحب الشركة زاهر زنبركجي، كما نفت وزارة الإدارة المحلية أي علاقة لها بالشركة، وفق ما نقلت عنها صحيفة “الوطن“.
ويعمل “مركز الأعمال الكوري”، منذ سنوات، على جمع الأموال من السوريين، خاصة من العسكريين والمصابين في جيش النظام، لقاء تشغيلها في مشاريع تجارية، ومنحهم أرباحاً، تصل في بعض الأحيان إلى 100%، حسبما ذكر مشتركون عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ولا يمنح المركز للمشتركين فيه أي وثائق أو أوراق ثبوتية تضمن حقوقهم، كما أنه لا يطلب منهم أي وثائق رسمية، ويكتفي بتسجيل معلومات البطاقة الشخصية فقط، ويمنحهم بطاقة عليها تواريخ الاستحقاق فقط.
وقدّم زاهر زنبركجي نفسه كتاجر دمشقي، وهو من مواليد مدينة دمشق لعائلة معروفة، وبشار الجعفري هو ابن خالة أبيه، ودائماً ما توضع أسماء بشار الجعفري وإخوته على قائمة أي ورقة نعي تخص آل الزنبركجي بصفتهم من أقرباء العائلة، وافتتح “مركز الأعمال الكوري” عام 2016، في منطقة المزة بدمشق، حيث بدأ بإطلاق مبادرات للحفاظ على البيئة والتشجير، ثم أطلق برامج لدعم العسكريين والجرحى في جيش النظام، وروج لمشاريع خيرية من أجل جذب المشتركين.
وساهمت قرابته بالجعفري، وظهوره المستمر برفقة مسؤولين كبار في حكومة النظام، بجذب أكثر من ثلاثين ألف مساهم لايداع الأموال لدى شركاته، بينما يعتبر الحكم الصادر بحقه دليلاً على عدم قدرته على رد الأموال المودعة لديه، إذ ينص القانون على سجنه بين سنة وخمس سنوات كحد أعلى في حال رد أموال المدعيين الشخصيين.
وسبق أن ظهر زنبركجي في لقاءات مصورة مع وسائل إعلام النظام، من بينها وكالة “سانا”، والفضائية السورية، وغيرها من وسائل الإعلام المحلية، لدعم النظام وجيشه وحملاته العسكرية، فضلاً عن الترويج لمشاريعه.
نقلا عن تلفزيون سوريا