توالت الأزمات على المواطن السوري، فلم يعد قادراً على تحمل جميع المصاعب التي أصبحت تثقل كاهله يوماً بعد يوم، فأصبح يلجاً للبحث عن بدائل عيش علها تفي بالغرض ويستكمل بها حياته الصعبة.
بدأت أزمة المحروقات في سوريا تكبر يوماً بعد يوم وأخذت هذه الأزمة تلقي بأحمالها على المواطن السوري، ففي بادئ الأمر أخذت أسعار المحروقات بالارتفاع بشكل متزايد إلى أن أصبح من الصعب الحصول عليها وخاصة بعد سيطرة تنظيم الدولة على أغلبية حقول النفط في المنطقة الشرقية وقلة المحروقات في مناطق سيطرة النظام.
أبو محمد مواطن من حمص يقول: “المواطن السوري الذي يلتزم الحياد خلال الحرب لا يحصل على المازوت إلا إن كان متطوعاً في الجيش أو في أحد عناصر اللجان الشعبية أما المواطن العادي فهو مهمش خلال هذه الحرب”.
أدى هذا الشح في المحروقات وغلاء الأسعار إلى عودة المواطنين إلى الأساليب القديمة في التدفئة وأصبح أشهرها “الحطب” والذي يعد واسع الانتشار، وأخذت هذه السلعة تلقى رواجاً في الأسواق وبدأت أسعارها بالازدياد شيئاً فشيئاً وبدأ الكثير من تجار الأزمة بالتحكم بالمواطنين وابتزازهم بأسعار خيالية لم يشهد المواطن السوري مثيلاً لها قبل الحرب.
مصطفى فلاح من محافظة إدلب يقول: “كنت قبل الحرب أقلم أشجاري وأبيع الحطب الذي أخرجه بعد التقليم إلا أن سعره كان يتراوح بين الألف ليرة والأربعة آلاف ليرة للطن الواحد إلا أن سعر الطن خلال هذه السنة تجاوز 35 ألف ليرة وهو سعر لم تشهده سوريا طوال أعوام كثيرة”.
لم يقتصر التحكم بأسعار الحطب من قبل التجار وحسب، وإنما قامت عناصر النظام المتواجدة على الحواجز في المناطق السورية بقطع الأشجار في المناطق الزراعية وبيعها للمواطنين بأسعار باهظة وعدم الاكتراث بحجم الدمار الذي يلحقونه بالأراضي الزراعية.
ربيع مهندس زراعي في مدينة إدلب يقول: “قطع عناصر النظام في مدينة إدلب أكثر من 4 آلاف شجرة على طول الطريق الواصل بين مدينة إدلب و مدينة أريحا مع العلم أن أشجار الزيتون التي قاموا بقطعها تحتاج إلى عشرات السنين لتنموا من جديد وقاموا ببيعها للمواطنين بأسعار باهظة”.
لم تقتصر الحرب التي اقتربت سنتها الخامسة على الانتهاء من حرمان المواطن من التدفئة فحسب، فقد تسببت بحرمان الكثير من المواطنين من أقاربهم وذويهم.
مصطفى العباس
المركز الصحفي السوري