تعيش بلدات ومدن القلمون الغربي والغوطة الغربية حصارا خانق منذ سنة ونصف مع تصعيد من قبل ميليشيات حزب الله اللبناني وقوات النظام في عدة بلدات منها مضايا والزبداني
حيث قام عناصر الحزب ومنذ أسبوع في رفع سواتر ترابية في محيط مضايا لزيادة حصار قواته على هذه البلدة التي تم وصفها بأكبر سجن على الإطلاق من بين المناطق الأخرى
حيث مازال النظام يمنع وفود من الأمم المتحدة والهلال الأحمر من الانفراد في تقييم الوضع الإنساني في هذه البلدة ما تسبب ارتفاع حالات الوفيات في الفترة الأخيرة بالإضافة إلى ازدياد كبير في الأمراض والإصابات الناجمة عن خروقات ميليشيات حزب الله اللبناني المنتشرة على كامل محيط البلدة ما اضطر بعض من الأهالي لدفع مبالغ مالية كبيرة من أجل السماح لهم بمغادرة البلدة أن وافق النظام على اخراجهم
وهناك أيضا بلدات تشهد حالات مزرية جدا من الحصار كبلدة الهامة في أقصى القلمون الغربي والتي تعد امتدادا لقرى وادي بردى جغرافيا
فمنذ تسعة أشهر قام النظام بإغلاق الحواجز المحيطة بالبلدة كافة بوجه المدنيين بعد إعلان النظام عن فقدان أحد عناصر قواته والذي يدعى يحيى عمران على يد ما أسماهم بالعصابات المسلحة
والمفاجأة في هذا الموضوع بأن مدينة التل والتي شاركت بلدة الهامة بعد أسبوع حصار جديد اطبق على أهلها أيضا بتهمة اختطاف عنصر من قوات النظام يحمل نفس الاسم الذي أعلن النظام انه تم فقدانه في بلدة الهامة
هذا الأسلوب جعل النظام يستخدم الأكاذيب ليضع حجة أمام الرأي العام بان هذه المناطق المحررة تشكل عبء على ميليشياته واجهزته الامنية في تلك المناطق علما بأن مساكن ضباطه العسكرية وغالبية القطع العسكرية الحساسة تقع في محيط تلك البلدات والتي يستخدمها حزب الله اللبناني معسكرا لتدريب قواته المشاركة في سفك الدم السوري على كافة بقاع سوريا
أيضا مدينة قدسيا المجاورة لبلدة الهامة تعيش هي الأخرى نفس المأساة التي لحقت بالبلدات المحاصرة نتيجة تعنت النظام في حلحلة موضوع فتح الطرقات بحجة أن هناك شروط لم يتم تنفيذها من قبل الثوار علما أن متطلبات النظام التي وصلت عن طريق لجنة المصالحة العاملة في المدينة قد تم تنفيذ 80% من بنود الاتفاقيات التي طرحتها قوات النظام بالمقابل ما زال النظام يحاصر المنطقة ولا يسمح في خروج المدنيين أو دخولهم إلا للطلاب والموظفين وأحيانا يقوم بطلب الأموال مقابل السماح أهم في التوجه إلى عملهم ومدارسهم في العاصمة
هذه الأعمال التي تعودنا عليها في هذه المناطق وخاصة موضوع الحصار تبين لنا بأن القرار الأول هو لقيادات ميليشيات حزب الله اللبناني وذلك بعد التأكد من قبل المدنيين الذين يعبرون الحواجز المحيطة بالمناطق المحاصرة عن رؤية ضباط يرتدون زي يحمل شعارات طائفية ( لبيك يا حسين ) بالإضافة إلى علم ميليشيات الحزب وبعضهم يتكلم باللهجة اللبنانية ويقومون أحيانا بإجبار المدنيين في تفريغ حمولاتهم على الحواجز ليقوم بعدها العناصر في سرقة المواد الغذائية أو القائها في حاويات القمامة مع ذكر عبارة ( خلو المسلحين يطعموكن )
هذا الأمر جعل غالبية المجالس المحلية والمكاتب الاغاثية في طلب إيصال رسالة مستعجلة إلى مكاتب الأمم المتحدة في الخارج ومنظمات حقوق الإنسان العالمية في التدخل الفوري لفك الحصار عن مئات الآلاف من المدنيين الوافدين من الغوطة الشرقية والتي أصبحت هذه الأماكن بحاجة ماسة إلى مساعدات غذائية عاجلة لتغطية الحالات الإنسانية وعدم السماح لقوات النظام وميليشيا حزب الله اللبناني في التفرد والقيام بخروقات جديدة تصعب الحالات المعيشية للمدنيين حيث أن هناك أيضا نقص كبير في المواد الطبية ما اضطر غالبية المراكز الطبية داخل تلك المناطق في إغلاق أبوابها أمام آلاف العوائل التي تحتاج إلى المعاينة الطبية.
زكريا الشامي – المركز الصحفي السوري