بغداد ـ طهران ـ «القدس العربي»: ي وقت سقط فيه صاروخ على قاعدة تضم جنودا أمريكيين في العراق، ظهر تراجع في لهجة فصائل «الحشد الشعبي» التصعيدية، وسط معلومات عن إخلاء بعضها لمراكزه، في حين واصلت إيران تهديداتها، على وقع عقوبات جديدة فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضدها.
وقال مصدر أمني عراقي إن صاروخا سقط قرب قاعدة بلد الجوية في محافظة صلاح الدين، الخميس، التي تستضيف جنودا أمريكيين، دون وقوع خسائر.
وبعد دعوة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أول أمس الفصائل العراقية إلى التأني وعدم البدء بالعمل العسكري، أكد الأمين العام لحركة «عصائب أهل الحق»، المنضوية في «الحشد»، قيس الخزعلي، عدم استهداف المنشآت والبعثات الدبلوماسية، في الرد على مقتل نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس.
سقوط صاروخ قرب قاعدة تستضيف أمريكيين شمالي العراق… وترامب يفرض عقوبات جديدة على طهران
كذلك نقل شهود عيان في عدة مدن عراقية، ومصادر أمنية لـ»القدس العربي»، أن «قوات الحشد الشعبي في العراق قد أخلت معظم مقراتها، ودمجت بعض عناصرها في معسكرات الجيش العراقي، كما بدأت عناصر الحشد بالتنقل في سيارات مدنية بدل المركبات العسكرية، وأن بعض سيطرات الحشد الشعبي تنوي الاندماج أو التمركز قرب سيطرات الجيش العراقي تجنبا للقصف الأمريكي». كما أكدت مصادر أمنية أن مخازن السلاح والذخيرة قد تم أخفاؤها».
سياسياً، قالت وزارة الخارجية العراقية الخميس، إنها استدعت سفير طهران لدى بغداد، إيرج مسجدي، للاحتجاج على قصف إيران لقاعدتين عسكريتين تستضيفان جنوداً أمريكيين.
أمريكياً، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن العقوبات الاقتصادية الجديدة التي أُعلن عنها الأربعاء ضد إيران دخلت حيز التنفيذ.
وقال ترامب «تم الأمر. شددنا (العقوبات). كانت صارمة جدا، لكنه تم الآن تشديدها إلى حد بعيد»، متوعدا بـ»عقوبات إضافية»، في حين أكدت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، أنها لا تعتقد أن إدارة ترامب جعلت البلاد أكثر أمنًا بقتل قائد فيلق «القدس» الإيراني، قاسم سليماني، وفق إعلام أمريكي.
في المقابل، نقل التلفزيون الإيراني عن قائد كبير في الحرس الثوري قوله إن ضربات طهران الصاروخية على أهداف أمريكية في العراق لم تستهدف قتل جنود أمريكيين، وإنما الإضرار «بالآلة العسكرية» الأمريكية، مضيفا أنها بداية لسلسلة هجمات عبر المنطقة.
وقال أمير علي حاجي زادة قائد القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري، إن «الثأر الملائم» لمقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني هو طرد القوات الأمريكية من الشرق الأوسط.
في السياق، قال رئيس قسم الأمن في هيئة الأركان العامة الإيرانية، عبد الله عراقي، إن بلاده ستنتقم من الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة أشد في المستقبل القريب.
الرئيس الإيراني حسن روحاني حذر كذلك الولايات المتحدة من المخاطرة بمواجهة «رد خطير» إذا ما حاول البيت الأبيض التدخل مرة أخرى في المنطقة.
وكان اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في ضربة جوية بطائرة مسيرة أمريكية في العراق يوم الجمعة الماضي، قد دفع إيران إلى إطلاق صواريخ على قوات أمريكية متمركزة في العراق، ووصفت الولايات المتحدة سليماني بأنه «إرهابي».
أمير قطر يبحث مع روحاني وجونسون تطورات المنطقة
أجرى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، امس الخميس، اتصالا هاتفيا مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة وسبل حماية الأمن والاستقرار إقليميا ودوليا، وذلك وسط التوتر المتزايد بين إيران والولايات المتحدة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء القطرية.
كما بحث أمير مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، المستجدات في العراق.
واستعرض الطرفان خلال اتصال هاتفي أجراه أمير قطر مع رئيس الوزراء البريطاني «أبرز المستجدات في المنطقة، بعد الأوضاع الأخيرة في العراق، والسبل الكفيلة باستتباب الأمن والاستقرار فيها» .
كما تناول «العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وسبل تنميتها وتعزيزها»، حسب المصدر نفسه.
في السياق بحث وزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع نظيره الإيراني جواد ظريف، سبل خفض التصعيد في المنطقة.
جاء ذلك في اتصال هاتفي، حيث جرت «مناقشة آخر المستجدات على الساحة الإقليمية، لا سيما في العراق والسبل الكفيلة بخفض التوتر وتجنيب شعوب المنطقة المزيد من التصعيد»، حسب وكالة «قنا» .
نقلا عن القدس العربي