أعلن الرئيس أردوغان خلال خطابات له عن بدء انتخابات 2019. إذ بدأ بحملته السياسية في وقت مبكر من أجل حزبه والناخبين في الوقت نفسه، موجّهاً إلى البلديات والمنظمات الأخرى رسالة تُفيد بضرورة العمل بجد أكثر تجهيزا لعام. أقول بطريقة أو بأخرى لأن سنة 2019 ستشهد 3 انتخابات، “الإدارات المحلية، المجلس ورئاسة الجمهورية”. مما يمنح الرئيس أردوعان فرصة كبيرة لتحقيق الترقية المتوقعة في حزبه من خلال تبديل الفرق البطيئة بالأسرع منها أداء.
أما بالنسبة إلى الناخبين، فقد وجّه الرئيس أردوغان رسالة واضحة إلى شعبه، مؤكداً خلالها على عدم وقوف أي شيء، بما فيهم مصالح حزب العدالة والتنمية، في وجه علاقته مع الشعب التركي خلال مسيرته السياسية التي تنص على خدمة الناخبين وجعل الشعب التركي مركزاً لمحور الاهتمام والخدمة. كما أعرب عن عدم سماحه لأي جهة، بما فيهم حزب العدالة والتنمية، بالانحراف عن مسار الوصول إلى تركيا قوية وأكبر خلال المراحل القادمة.
في حين أنعشت الخطوات التي اتخذها أردوغان تمهيداً لانتخابات 2019 الجهات السياسية الفاعلة الأخرى أيضاً. إن خروج كليجدار أوغلو في مسيرة العدالة ليس من أجل أنيس بربر أوغلو، إنما كان بربر أوغلو حُجة وضعها كيلجدار أوغلو لتنفيذ مخططاته والتمهيد إليها حيال انتخابات 2019. هناك خياران أمام كليجدار أوغلو، إما أن يشارك في الانتخابات كمرشّح سقفي “أي محبوب ومرغوب من قبل بعض الأطراف، ومكروه من قبل أخرى”، ويضع الأعذار بشتى أنواعها للتهرب من مواجهة أردوغان خلال الانتخابات, وإما أن يشارك في انتخابات 2019 آخذاً احتمالية الهزيمة مرة أخرى بعين الاعتبار.
مع ذلك فإن هذين الخيارين لن يحققا الراحة التي يُنشدها كليجدار أوغلو. إذ إنه سيخسر الشرط في حال عدم مواجهته أردوغان خلال الانتخابات. في حين بدأت المعارضة الداخلية لحزب الشعب الجمهوري بمطالبة كليجدار أوغلو بترشيح نفسه أو الانسحاب. كما سيفقد قوته في حال عدم نجاحه في الانتخابات لأنه سيصبح رئيساً لا يملك أي تأثير على أعضاء حزبه، خصوصاً أنه لم يعد نائباً في مجلس الشعب التركي أيضاً، مما سيجعله فريسةً سهلةً أمام خصومه.
يبدو أن تفكير كليجدار أوغلو في هذه الوقائع هو ما دفعه إلى تنظيم مسيرة العدالة في الشوارع. إنه يكتفي بالمسير ومراقبة عواقب المسيرة في الوقت الراهن. بينما تنتظر المنظمات اليسارية التابعة لحزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي إشارة من كليجدار أوغلو للاستعداد من أجل النزول إلى الشوارع وأخذ.
إما أن تمنحه هذه المسيرة فرصة الحصول على واسطة سياسية تدعمه للتقدم خطوة إلى الأمام لترشيح نفسه خلال الانتخابات، وإما أن تعطيه فرصة التبرير وتقديم الأعذار أمام المعارضة الداخلية لحزب الشعب الجمهوري.
كليجدار أوغلو يعتقد أنه سيفوز في الحالتين نظراً إلى هذه الظروف، لكن لننتظر ونرى إن كانت حساباته ستحقق النتيجة المتوقعة؟
ترك برس