أقام الرئيس سعد الحريري، غروب اليوم، مأدبة إفطار على شرف عائلات من الضنية والمنية وزغرتا، في معرض رشيد كرامي الدولي، في حضور النواب: أحمد فتفت، اسطفان دويهي، كاظم الخير، الوزيرين السابقين نائلة معوض ويوسف سعادة، النواب السابقين: صالح الخير، قيصر معوض، جواد بولس وغطاس خوري، رئيس حركة “الاستقلال” ميشال معوض ممثلاً بجوزيف معوض، رئيس المكتب السياسي في “الجماعة الاسلامية” النائب السابق أسعد هرموش ممثلاً بنجله براء.
كما حضر مدير مكتب الرئيس الحريري السيد نادر الحريري، مستشار الرئيس الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة، الأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري وأعضاء من المكتبين السياسي والتنفيذي.
بعد تقديم من منسق عام الضنية هيثم الصمد، ألقى الرئيس سعد الحريري قال فيها:”يجمعنا هذا الإفطار الرمضاني المبارك، في وقت يشهد بلدنا أزمة مؤسسات عنوانها الفراغ الذي دخل عامه الثالث في رئاسة الجمهورية، وأزمةً اقتصادية عنوانها تراجع النمو وفرص العمل، بينما لبنان بحاجة لكل مناعاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمواصلة معجزة تفادي نيران الحروب في منطقة يزداد فيها جنون القتل والدمار. وعوضاً عن البحث مع اللبنانيين المخلصين للبنان عن أمنه وأمن أهله ومصالحهم، هناك للأسف من يصر على وضع ايران أولاً وسوريا أولاً، والعراق أولاً، واليمن أولاً والبحرين أولاً، ولبنان… أخيراً وآخراً. لا يكتفي قاسم سليماني وأتباعه في لبنان بالحروب القائمة في سوريا والعراق واليمن، بل هو يهدد البحرين أيضاً بحرب تستدعي الفتن إلى ديار العرب والمسلمين. هذا النموذج من الغرور والإستعلاء الإيراني لن يؤدي لغير تصاعد موجات العداء بين العرب وإيران”.
واضاف :”أما ما يعنينا في لبنان، فهو الكف عن صب الزيت على نار الفتن والتوقف عن السياسات العمياء، بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة وقطع دابر الكراهية التي يستهدفون بها المملكة العربية السعودية. لا توجد ساحة عربية واحدة تسللت إليها إيران، سواء عن طريق المال أو الأحزاب أو رجال الدين أو الحرس الثوري، إلا ونالت نصيبها من الإنشقاق والفتن والصراعات المذهبية.”
وتابع :”ونحن في لبنان مطالبون، أن نحمي بلدنا وعيشنا المشترك من هذه البلوى الإيرانية وأن لا تعلو فتاوى القيادة الإيرانية على مصالحنا الوطنية. لسنا في لبنان، ولن نكون، صدى لما يقرره قاسم سليماني في المنطقة والدعوات التي يطلقها للتمرد وإشعال النار في البحرين وسواها. فيكفينا ما يقع علينا من ويلات الأوضاع في سوريا، ويكفي الإخوة الشيعة خصوصاً الإصرار على نقلهم من حرب إلى حرب، ومن مأساة إلى مأساة”.
واوضح “الكلام الذي سمعناه بالأمس، في حفل التفخيم بمصطفى بدر الدين ودوره في حروب سوريا والعراق والمجازر القائمة ضد الشعوب العربية، كلام لا يعنينا، لأن دور بدر الدين بالنسبة لنا محصور بأنه شخص متهم باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. فكل البطولات المنسوبة إليه تقف هنا وتصبح في سجل التاريخ صفرا مكعبا. أما باقي الكلام فلا يزال يدور في دوامة التورط بالدم السوري، وهذا تورط فُرض على اللبنانيين، فيما اللبنانيون يرفضونه اليوم وغدا ودائما!”.
وقال:” شخص يتباهى بأنه قاعدة عسكرية متقدمة … لإيران! وأن كل أمواله وصواريخه ومعاشاته تأتي من خزانة الحرس الثوري… بإيران! يعني أنه يعترف أنه حزب إيراني بامتياز، وأنه استثمار للمشروع الإيراني السياسي والديني والعسكري وأن أوامر الولي الفقيه عنده فوق مصلحة لبنان ومصالح كل العرب. أليست هذه مضبطة إتهام من الدرجة الأولى! حزب يعلن بالفم الملآن أنه ينفذ أوامر دولة خارجية. أما الكلام عن السعودية، فما الجديد فيه؟ تحامل وتجن على دولة عربية فقط لأنها ترفض أن تصبح البحرين أيضا قاعدة إيرانية، كما رفضت أن يجعل الحوثيون من اليمن قاعدة إيرانية.
إيران تموّل حزب الله في لبنان وتموّل الحشد الشعبي في العراق وتموّل الحوثيين في اليمن وتموّل المعارضة في البحرين وتموّل قتل الأبرياء في سوريا، وتموّل عمليات التفجير في الكويت وتموّل أدوات الفوضى في القطيف وتمول مجموعات مذهبية في السودان ومصر والجزائر. يعني بكل بساطة، إيران تموّل الفتنة في العالم العربي!”.
وشدد على ان :” ثوابت تيار المستقبل الوطنية معروفة، وعلى رأسها التمسك بعروبة لبنان والعيش المشترك والوحدة الوطنية، وحماية الدولة والإستقرار والبحث الدائم عن الحلول التي تنفع معيشة أهلنا وشبابنا. هذه الثوابت أعلنتم تمسككم بها مرةً جديدة في الانتخابات البلدية الأخيرة، وهذه مناسبة لأتوجه شخصياً بالشكر إلى كل واحد وواحدة منكم، وبالتهنئة إلى المجالس البلدية المنتخبة في منطقتكم بكل مدنها وبلداتها. ونحن من جانبنا، سنواصل العمل مع نوابكم وبلدياتكم وفعالياتكم على إيفاء هذه المنطقة بعضاً من حقها بالتنمية والتطوير. وهنا أود أن أقول لفعاليات الضنية بشكل خاص أني لم أنسَ موعدنا الذي تأجل بسبب سفري، وأننا سنجتمع قريباً بإذن الله”.
وتابع :” بالأمس، تحدثت عن مستقبل طرابلس وكل الشمال كنقطة إنطلاق لإعادة إعمار سوريا والعراق عندما يتم الحل السياسي في هذين البلدين. وجزء مهم من هذا المشروع، طريق الضنية – الهرمل الذي يجري العمل عليه لأنه يربط مرفأ طرابلس بالداخل السوري والعربي. وفي منطقتكم أيضا، يجري استكمال مشاريع مياه الشفة من الهبة الإيطالية، وفتح المستشفى الحكومي أبوابه أمام المواطنين ونجح، وكبر، والحمد لله. وبات هناك قائممقامان في المنية والضنية لتسهيل شؤون الناس ومعاملاتهم، من دون ما ننسى مجمع رفيق الحريري الرياضي في سير الضنية، الذي يهم الشباب. وفي المنية أيضا يسير مشروع مياه الشفة بكل المنية، ويجري استكمال الجزء الثاني من أوتوستراد المنية – الضنية. ونحن نتابع العمل لتأمين التمويل لمشروع الكورنيش البحري في المنية أيضاً”.
وختم قائلا :” بما أن الموضوع البيئي مهم جداً بالنسبة إليكم ولتيار المستقبل، فإننا لن نقبل إلا أن يمر معمل دير عمار 2 بدراسات بيئية، حتى لا تتأثر صحة الناس بهذا المشروع، على أهميته. دير عمار لها علينا الكثير، ولا ننسى أنها بلدة شهيد الدولة والحقيقة والعدالة، شهيد دير عمار والمنية وكل لبنان، الرائد الشهيد وسام عيد! وطبعاً، أعود وأقول: المشروع الأهم يبقى إعادة النمو والنهوض بالإقتصاد، الذي يفيد كل لبنان، بكل مناطقه. مدخل هذا المشروع، أن تعود الدولة ومؤسساتها لعملها الطبيعي المنتج. والمفتاح؟ انتخاب رئيس جمهورية”.
النهار