لم يكن اعتذار الصحفي “عامر مراد” عن اختراق صفحة إذاعة “هيفي.إف.إم” كافيا لنجاته من الإعتقال، من قبل حزب الإتحاد الديمقراطي، ففي بداية الشهر اخترقت صفحة الإذاعة لينشر عليها خبر مقتل “جوان إبراهيم” قائد عام للأساييش، على إثر هذا الحادث في يوم 21من الشهر الجاري ، قامت دورية لـ”الأسايش” بالحضور إلى مقر عمل “عامر” في إذاعة “هيفي .إف .إم” في مدينة القامشلي، بحجة الاستفسار عن بعض الأمور، في حينها لم يكن عامر متواجداً في الإذاعة، وحين علم بالموضوع أصر هو وصديقه “الان” على مراجعتهم في قسم التحقيقات لمعرفة ما يحصل، بعد انتظار دام أكثر من ثلاث ساعات ، ليتم اقتياده بمفرده دون الإفصاح عن وجهتهم.
” زوج محب ، وأب حنون ، وإعلامي ناجح ، وناشط ميداني لم يتخل عن مبادئه تحت أي ظرف من الظروف “هكذا تنشر زوجته على صفحتها الشخصية في الفيس بوك بعد ساعات من اعتقاله .
ولد عامر في قرية “معشوق ” التابعة لـتربه سبية ” قحطانية ” عام 1977، درس في جامعة دمشق وتخرج من كلية الآداب “أدب فرنسي “عام 2003، ناهض تصرفات النظام ضد الكرد هو ومجموعة من الشباب الناشطين في ذلك الوقت، كما قام هو وزملاؤه بإلباس مجموعة من الأطفال الكرد الزي الشعبي الكردي والتظاهر أمام مبنى اليونيسيف الواقع في أوتوستراد المزة في يوم الطفل العالمي بخطوة شجاعة منه، كانت هذه الحادثة سبب في اعتقاله من قبل قوات النظام لمدة عام كامل في المنفردة، ليلاقي عامر أبشع أنواع الظلم، وتم الافراج عنه بعد تجريده من جميع حقوقه المدنية لمدة 7 أعوام .
“كان مهتما بالقضايا الكردية الإنسانية وحتى بعد اعتقاله من قبل النظام لم يعيقه ذلك من إكمال نشاطه كمدافع عن حقوقهم وقضاياهم” هكذا يصفه صديق مقرب له” الان” حين تحدثنا معه، فقد دخل “عامر” عالم الصحافة الإلكترونية منذ أكثر من خمس سنوات منها ” الكرد نيوز ، ميديا نيوز ، وكثير من المواقع”، ليستلم مدير عام ومحرر في إذاعة “هفي إف إم ” بالديريك الواقعة في مدينة الحسكة ، وبعد أن فتحت الإذاعة فرعا ثانيا بالقامشلي تم تعيينه كمدير عام للإذاعة .
لم يتمكن قريب لـ”عامر” من تعيين محامي له، فقد أكد المحقق له أننا سنقوم ببعض التحقيقات لمدة 48 ساعة، و يمكنك بعدها رؤيته بعد انتهاء التحقيق ” مضت المدة وتوجه صديق” عامر” إلى المركز، فحوله المحقق إلى قسم “شؤون الموقوفين “، وبعد الاستفسار تبين له أن “عامر” قد نقل إلى سجن “جركين العسكري” و لا يمكنه رؤيته حتى استكمال التحقيقات .
وبعد أن انتشر خبر اعتقال عامر بأيام، أصدر مجلس نقابة الصحفيين في “كوردستان – سوريا ” بيانا تطالب فيه بالإفراج الفوري عن عامر جاء فيه :” نحن في مجلس نقابة صحفيي كوردستان – سوريا نعتبر الإدارة الذاتية ( التي تفتقد للشرعية ” مسؤولة عن كم الأفواه في كوردستان سوريا ، ونعتبر أن قوات الاسايش تمارس عملها في اتجاه واحد وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها التضييق على الإعلاميين الكرد ، في الوقت الذي نجد فيه إعلاميين محسوبين على النظام السوري ووسائله الإعلامية يعملون بحرية في أماكن تواجدهم في كوردستان سوريا ، نطالب الاسايش بإطلاق سراح الزميل عامر مراد فورا ، وفتح المجال أمام الإعلاميين الكرد للقيام بواجبهم في نقل الحقيقة في كردستان سوريا “.
الحرية لـ”عامر مراد ولجميع الصحفيين الأكراد المحتجزين في سجون “الاسايش” فظلم النظام البعثي لا يمكن أن يكون له خليفة في أرض سوريا .
أماني العلي
المركز الصحفي السوري