المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 19/2/2015
عندما بدأ شعبُ سورية بثورته ضد الفساد و الظلم والقمع والإضطهاد، لم يكن هناك أي مطلب للسوريين سوى الحرية، لقد خرجوا للتحرر من العبودية، خرج الشيوخ والكهول والنساء والأطفال في أنحاء سوريا يهتفون لأطفال درعا بالحرية والخلاص لعموم سوريا.
فقابلها نظام الأسد بالإعتقالات والملاحقة، و بدأ بملاحقة الكبير والصغير، ولكن هذا لم يضعف من عزيمة السوريين بل زادهم إصراراً، و تقدماً في ثورتهم حتى إمتدت إلى كافة أنحاء سورية، فبدأ النظام بقصف المناطق الثائرة بالطائرات والبراميل المتفجرة، ونشر جيشه في تلك المناطق، ارتكب المجازر بحق الأطفال والنساء، فما كان على السوريين إلا أن يدافعوا عن أنفسهم، فقام بعض الشرفاء بالإنشقاق عن قوات الأسد، وإنضمامهم إلى الثورة السورية، بأسلحتهم المتواضعة، فأعلنوا عن تشكيل الجيش الحر، وبدأت تتشكل الفصائل المقاتلة، لمحاربت النظام.
بإخصارٍ شديد: قام الثوار بتحرير أجزاء كبيرة من سورية من جيش الأسد، وأصبحت هذه المناطق تحت سيطرة المعارضة، ولم يعد أي وجود لنظام الأسد فيها.
وقد نزح قسم كبير من السوريين عندما بدأ النظام، باستخدام الصواريخ والطيران، فقد نزح عشرات الآلاف منهم إلى مناطق يبغون فيها مكاناً آمنا من القصف والصواريخ والهاون،
وكان هذا الفرز الخطير الذي قام به النظام وعصابته وهو تقسيم مدن وأرياف سورية إلى مناطق آمنة لا يقصفها النظام، ومناطق خطرة تخضع لسيطرة المعارضة ويقصفها النظام ليلاً نهاراً، فما كان على المدنيين السوريين، إلا النزوح من مناطق الإشتباك إلى المناطق المحررة مفضلين سلامتهم وسلامة أهلهم وذويهم على الموت تحت الركام والأنقاض.
لكي يستطيعون العيش بحرية بعيداً عن الظلم والإعتقال والقمع وإغتصاب الحقوق من أهلها. فعلى سبيل المثال قد نزحت معظم القرى والمدن التي تشهد إشتباكات مستمرة بين الثوار والنظام، في ريف حماة الشمالي إلى ريف إدلب الجنوبي المحرر، الذي تحت سيطرة المعارضة والفصائل المسلحة، فلقد أصبحت قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي تكتظ بالنازحين.
“إسماعيل” من مدينة مورك التي تشهد إشتباكات مستمرة بين كتائب الثوار والنظام، لقد نزح مع زوجته وأطفاله، إلى أحد القرى المحررة بريف إدلب الجنوبي، يقول السيد “إسماعيل” لقد نزحنا إلى المناطق المحررة، لكي نتخلص من ظلم النظام ونعيش بأمان وحرية وكرامة، لكن للأسف قد خاب أملنا في ذلك، حيث الحرية والكرامة معدومة في المناطق المحررة، على سبيل المثال لا تستطيع أن تحصل على حقك في الإغاثة بشكل دائم إلا إذا كنت مدعوماً من قبل لجان الإغاثة أو الفصائل الثورية، وإن لم تكن مدعوماً لا يصلك إلا نصف حقك وكل ثلاثة أشهر مرة هذا إن حصلت عليه، والقوي يأكل الضعيف، والكلمة الأولى والأخيرة للفصائل المسلحة المسيطرة على هذه القرى والبلدات.
إن أول شئ نادى به الشعب السوري هي الحرية، وعندما تخلصنا من حكم الأسد وقعنا في حكم الفصائل المسلحة، ونحن لا نعمم ولكن الغالبية من هذه الفصائل تسعى إلى السيطرة على المناطق المحررة ليكون لها سلطة على شعبها ومواردها.
ذكر لنا مدير أحد المدارس في ريف إدلب الجنوبي الذي رفض الإفصاح من إسمه خوفاً على حياته، لقد أصبحت بعض الكتائب و الألوية من الجيش الحر و الفصائل الإسلامية و الهيئات الشرعية وغير الشرعية تتخذ من المدارس و المنشآت مقاراً لتنظيماتهم العسكرية والمدنية، ومع كبير احترامنا لكتائب الثوار الذين هم في النهاية يضحون بأرواحهم من أجلنا، ولكن في الحلق غصة ألا وهي رؤية هذه المنشآت قد أصبحت نهباً لبعض اللصوص و عديمي المسؤولية، وتحولت عن وظيفتها التي وجدت من أجلها لتقوم بعمل غير عملها الاساسي، يضيف مدير المدرسة: في العام الماضي جاء أحد قادة الثوار إلى المدرسة و جمع الكراسي من المدرسة وأخذها إلى مقره، الذي حوله إلى مخفر لحل النزاعات بين الأهالي عن طريق الرشاوى، وعندما طالب أعضاء الهيئة التدريسية في المدرسة بالكراسي، فقام قائد هذا الفصيل بتوجيه الإهانة للمدرسين، وهددهم بالإعتقال.
إن الحرية هي التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان وإنتاجه سواء كانت قيودا مادية أو قيودا معنوية، فهي تشمل التخلص من العبودية لشخص أو جماعة أو للذات، والتخلص من الضغوط المفروضة على شخص ما لتنفيذ غرض ما، والتخلص من الإجبار والفرض.
الحرية أيضا إحدى أهم قضايا الشعوب وهي من أهم الأوتار التي يعزف عليها السياسيون، فالكل يطمح لاستقلال بلاده وأن يكون شعبه حرا في اتخاذ القرارات لمصلحة الشعب أو الجماعة أو المجتمع الذي ينتمي إليه.
والحرية هي المساواة أمام القانون، التحرر من الإعتقال والاحتجاز التعسفي، التحرر من عقوبة قاسية وغير عادية، التحرر من التمييز، التحرر من المنفى، التحرر من العبودية، عدم التعرض للتعذيب، حرية التجمع، حرية تكوين الجمعيات، حرية الحصول على المعلومات، حرية التنقل، حرية الاعتقاد، حرية التعبير، حرية الفكر، حرية، زواج · أسرة · حقوق المثليين، جنسية، شخص، فرضية البراءة، خصوصية، حق اللجوء، الحق في محاكمة عادلة، حق الموت، حق امتلاك وحمل الأسلحة، حق الحياة، حق التظاهر، السلامة الشخصية، الاقتراع العمومي
الأجر العادل مقابل العمل، مكافأة عادلة، حقوق العمال، الحق في مستوى معيشي لائق، الحق في التنمية، الحق في التعليم، الحق في الغذاء، الحق في الصحة، الحق في الرعاية الصحية، الحق في السكن، الحق في الوصول إلى الإنترنت، الحق في الملكية، الحق في المشاركة العامة، حق العودة، الحق في العلم والثقافة، الحق في الضمان الإجتماعي، الحق في المياه، الحق في العمل، اتحاد نقابة العمال
مدني، مقاتل، التحرر من الإبادة الجماعية، أسير حرب، إغتصاب الحرب
المساواة أمام القانون المعروف أيضا باسم المساواة القانونية هو مبدأ بموجبه جميع الناس تخضع لنفس القوانين والعدالة أي المساواة وعدم التمييز في المعاملة ، وبالتالي يجب معاملة الجميع أمام نفس القوانين بغض النظر عن الجنس ، العرق ، الدين ، الوضع الاجتماعي والاقتصادي وغيرها، من دون امتياز ، وتعتبر المساواة أمام القانون قاعدة أساسية في قانون حقوق الإنسان بموجب المادة السابعة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي نص على أن كل الناس سواسية أمام القانون ولهم الحق في التمتع بحماية متكافئة عنه دون أية تفرقة، كما أن لهم الحق جميعا في حماية متساوية ضد أي تميز يخل بهذا الإعلان وضد أي تحريض على تمييز كهذا.
والأهم من هذا كله هو حرية الإعلام، فأنا لاأستطيع أن أنتقد أي فصيل من فصائل الثوار إذا كان على خطأ، وإن حدث ذلك سوف أصبح مطلوباً لذلك الفصيل.
وفي نهاية الأمر هدفنا مشترك وهو التخلص من نظام الأسد المحتل بكل الوسائل المتاحة، و تحية من القلب الى جميع الفصائل الثورية المقاتلة الذين يسطرون أسمى آيات البطولة و التضحية.