اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني تشديد الولايات المتحدة عقوبات على بلاده، انتهاكاً للاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست، متعهداً بـ «رد مناسب». أما قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري، فدعا واشنطن إلى إبعاد قواعدها ألف كيلومتر عن إيران إذا أرادت فرض عقوبات على بلاده.
وجدد التقرير السنوي الذي تصدره واشنطن عن الإرهاب، اعتبار إيران أبرز دولة راعية له، مشيراً إلى أنها تتابع مع وكلائها أداءَ دور «مزعزع للاستقرار» في المنطقة. ولفت التقرير إلى تنامي خطر «حزب الله» اللبناني، مشدداً على تعاون وثيق بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر ودولة الإمارات في التصدي للإرهاب.
إلى ذلك، قال روحاني إن العقوبات الأميركية الجديدة «لا تتلاءم مع أي منطق، ولا تتطابق مع روحية الاتفاق النووي ولا مع محتواه»، مضيفاً: «سنقاوم هذه الخطط والإجراءات. تتمثّل إحدى مؤامرات الأميركيين في التصرّف بطريقة تدفع إيران إلى إعلان تخلّيها عن التزاماتها وتنصّلها من توقيعها (على الاتفاق). وأعتقد أنهم سيفشلون، إذ إننا سنحترم دائماً التزاماتنا الدولية، والشعب الإيراني سيردّ في شكل مناسب».
وكانت وسائل إعلام إيرانية أوردت أن مجلس الشورى (البرلمان) أقرّ مناقشة تدابير، بينها زيادة تمويل البرنامج الصاروخي رداً على العقوبات الأميركية.
أما جعفري، فشدد على أن طهران «ستدافع عن قدراتها الصاروخية مثل دفاع رجال غيورين عن شرفهم وعرضهم»، لافتاً إلى «اتساع نطاق النفوذ المعنوي للثورة (الإيرانية)، إذ صرنا نجد أنفسنا في أنحاء كثيرة من العالم إلى جوار المصالح الأميركية». وأضاف: «إذا أرادت أميركا مواصلة فرض عقوبات على المجال الدفاعي والحرس الثوري، فعليها قبل ذلك إبعاد قواعدها الإقليمية إلى مسافة ألف كيلومتر من المناطق المحاذية لإيران، وأن تدرك أنها ستدفع ثمناً باهظاً عن أي خطأ في الحسابات».
في غضون ذلك، أشار التقرير الأميركي للإرهاب لعام 2016، وهو الأول في عهد الرئيس دونالد ترامب، إلى تراجع العمليات الإرهابية بنسبة 9 في المئة، وانخفاض ضحاياها بنسبة 13 في المئة. ولفت إلى أن (تنظيم) «داعش يبقى التهديد الإرهابي الأكبر للأمن العالمي، ويشكّل تنظيم القاعدة وفروعه الإقليميون تهديداً لأمن الولايات المتحدة». ورأى في «المجموعات الإرهابية المدعومة من إيران، وأبرزها حزب الله، تهديداً مستمراً لحلفاء الولايات المتحدة وأمنهم، على رغم تكثيف العقوبات» الأميركية.
ولفت التقرير إلى أن «إيران هي أبرز دولة راعية للإرهاب عام 2016»، إضافة إلى سورية والسودان، مشيراً إلى أن «مجموعات مدعومة من (طهران) حافظت على قدرتها على تهديد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها». وأفاد بأن «الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس يواصلان، مع شركاء آخرين وحلفاء ووكلاء لإيران، أداء دور مزعزع للاستقرار في نزاعات العراق وسورية واليمن». وأضاف أن طهران «ما زالت تطوّع مقاتلين من المنطقة للانضمام إلى ميليشيات إيرانية شيعية في سورية والعراق»، واتهمها بتأمين أسلحة ومال وتدريب مجموعات شيعية مسلحة في البحرين، وإدارة برنامج «قوي» للإرهاب الإلكتروني، مشيراً إلى رفضها تحديد أعضاء بارزين في «القاعدة» احتجزتهم أو محاكمتهم.
وتحدث التقرير بإسهاب عن دور «حزب الله» في «دعم الحكومة السورية، وفي تدريب مجموعة مرتبطة بإيران في العراق وسورية واليمن». كما لفت إلى تهديد الحزب إسرائيل و «تطويره قدرات هجومية بعيدة المدى وتوسيعه بنيته التحتية في العالم».
وقال جاستن سييريل، منسق مكافحة الإرهاب في الخارجية الأميركية، رداً على سؤال لـ «الحياة»، إن «لدى حزب الله شبكة متطورة وواسعة في العالم، ويحافظ على قدرات عسكرية مهمة، من خلال قتاله في سورية».
صدى الشام