استغل الحرس الثوري الإيراني حادثة حريق بلاسكو في طهران، لترويج تدخله العسكري في سوريا، واتضح ذلك في تقارير نشرتها مواقع إيرانية تبين مشاركة رجال الإطفاء بمراسم تشييع عناصر من لواء “فاطميون”.
وذكر موقع “حرم حريم” الإيراني، أنه جرى إحضار موظفي دائرة إطفاء الحريق ومنتسبيها في مدينة مشهد الإيرانية، ليشاركوا في مراسم تشييع جثمان عناصر لواء “فاطميون” على أنهم رجال إطفاء في إيران مؤيدون لحرب النظام الإيراني والحرس الثوري في سوريا.
وكان الموقع ذاته المقرب من دوائر الحرس الثوري الإيراني، كشف عن مصرع ثلاثة عناصر من لواء “فاطميون” الأفغاني الشيعي في سوريا.
وكان جليا تعاطف الشعب الإيراني مع رجال الإطفاء بعد حادثة حريق بلاسكو الشهيرة في طهران، إذ لقي عشرات منهم مصرعهم أثناء عملهم ومحاولتهم إطفاء الحريق.
وبحسب الموقع، فقد قوبلت تضحيات رجال الإطفاء بتعاطف وتأييد واسع من قبل الشعب الإيراني، وأصبحوا “القدوة الذي يضرب فيه المثل في التضحية”.
ولكن وسائل الإعلام الإيرانية والحرس الثوري الإيراني حاولوا استغلال هذا التأييد الشعبي الإيراني لرجال الإطفاء، لزجهم في تشييع جثمان قتلى الحرس في سوريا، لكسب تعاطف الشعب الإيراني في محاولة لإسكات الأصوات التي ترفض التدخل العسكري في سوريا.
ونشر موقع “حريم حرم” صورا توثق مشاركة رجال الإطفاء الإيرانيين في تشييع جثمان قتلى عناصر لواء “فاطميون”.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أسماء قتلى عناصر لواء “فاطميون” في سوريا، وهم: “عبد الله حفار، ومحمد رضا مهدي زادة، وحسن محمدي، وجميعهم من شيعة الهزارة الأفغان المقيمين في إيران”.
يذكر أنه في بداية الأزمة السورية، جند الحرس الثوري الإيراني الآلاف من اللاجئين الشيعة الهزارة، وأرسلهم إلى سوريا تحت شعار الدفاع عن مزار السيدة زينب.
وشكل لواء “فاطميون” أهم تشكيلة عسكرية تشارك في الأزمة السورية، ووفر الحرس الثوري لهم معسكرات ومؤسسات خاصة لتجنيد الشيعة الأفغان داخل إيران وخارجها، عن طريق رجال الدين الأفغان المقيمين في إيران، ورجال الدين الشيعة في أفغانستان.
وبحسب ما تناقله نشطاء إيرانيون، فإن أغلب العناصر الأفغانية التي يتم تجنيدها في لواء “فاطميون” من فئة الشباب والعاطلين عن العمل في إيران وأفغانستان، ووفر لهم رواتب وامتيازات مغرية.
وقال مراقبون من الداخل الإيراني لـ”عربي21” إن أحد أهم الأسباب التي دفعت الحرس الثوري الإيراني للزج برجال الإطفاء الإيرانيين في الملف السوري، هو “الانتقاد الحاد الذي وجه للحكومة الإيرانية والحرس الثوري، بسبب عدم توفير الميزانية الكافية، والأجهزة والأدوات المتطورة لدوائر إطفاء الحريق في إيران”.
ونشر نشطاء إيرانيون على وسائل التواصل الاجتماعي وثائق تثبت الفرق بين رواتب رجال الإطفاء في إيران وبين ضباط الحرس الثوري الإيراني الذين يشاركون في الأزمة السورية، ما أثار غضب الرأي العام الإيراني حول عدم اهتمام النظام الإيراني بواقع الشعب الإيراني، والتركيز على قضايا خارجية غير مرتبطة بمصالحهم ومعيشتهم، وفق قولهم.
العربي21