يصادف اليوم السادس من أغسطس الذكرى السنوية الثانية والخمسين لألقاء الولايات المتحدة الأمريكية القنبلة النووية على مدينة “هيروشيما اليابانية في ختام مجريات الحرب العالمية الثانية. ذلك العمل الذي دانته البشرية فيما بعد، الذي اودى بحياة مالا يقل عن 80.000الف نسمة؛ وأباد المدينة ابادة مطلقة فالزرع والضرع ، والحجر والبشر ، ودل على مدى الحقد والكراهية والشر الذي يكنه البشر لبعضهم حتى تجرأوا على مثل هذا الفعل. والذي مازالت اثاره الى الآن ماثلة في الاجيال حتى وقتنا الحالي بين تشوهات وأذيات نفسية وتلف في الأراضي الزراعية.
وصحيح أن اليابان؛ استطاعت بعد الخمسين عاما النهوض بشكل سريع وملفت كما لم تفعله امة اخرى ، ولكن المآسي التي خلفتها الحرب العالمية الثانية والقنابل النووية التي القيت عليها لن تندمل مع مر الأيام لا في اليابان ولا في غيرها من الدول التي ذاقت مررت الفقد والفقر والقتل والتشرد والتشوه والخلل الديمغرافي والكل يعلم كم كانت الارقام مرعبة.
واليوم ومع كل ذلك يقف العالم على منعطف خطير ، تشير معظم دلالاته الى قرب الانزلاق لحرب عالمية ثالثة. وبغض النظر عن المشاحنات بين دول اوروبا وتركيا ، والخروج البريطاني من الاتحاد الاوروبي وتبعاته على الاحلاف في القارة السورية تأتي الأزمة الخليجية مع قطر لتقسم الشق في منطقة الخليج العربي المتماسك لمصلحة قوى تلعب دورا كبيرا في ذلك ، وبالتأكيد لكوريا الشمالية وتحدياتها المستمرة لدول الجوار والولايات المتحدة بل وللعالم اثر كبير في تشكل غليان تحت القشرة وهو بانتظار الانفجار .
ولعل الأمر الأبرز والعامل الأهم في احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة ، هو الصراع الدامي الذي تشهده بقاع عدة من الوطن العربي ، فمن تونس التي ترزح تحت القروض الدولية، الى ليبيا التي لم تعرف الاستقرار منذ الإطاحة بزعيمها القذافي، فمصر التي عاث السيسي واتباعه فيها فسادا وتضيقا على الشعب حتى وصل الامر اخير لرغيف “العيش”. ولليمين مع الحوثيين والاوبئة والامراض حديث يبدأ ولا ينتهي صفاته الألم والمآسي. وتحط بنا الرحال اخيرا في الحبيبية الجريحة سوريا والتي وإن بدى فيها التوافق بين القوى الدولية واضحا على ابادة الشعب ودعم المجرم؛ لكن حقيقة الأمر انه اتقاف مصالح وليس اشخاص ، والوضع مهيأ للانفجار في أي لحظة ان اختلفت المصالح واختلف حجم قطع التورتة .
كل هذه الظروف و العوامل بل على حافة بركان يغلي ولا يعرف أحد متى سينفجر. فهل سيشهد العالم حربا عالمية ثالثة شديدة التدمير كتلك التي تحدث عتها فيلم الكرتون الشهير “عدنان ولينا”؟! أم أن درس تجربتين للعالم يكفين للعد للعشرة قبل أي منعطف جديد؟؟
شاديا الراعي -المركز الصحفي السوري.