داود البصري – الشرق القطرية
الاستعدادات الدولية والإقليمية لحرب إقليمية كبرى ضد الجماعات المسلحة قد دخلت في مجال العد التنازلي؟، فالعراقيون الذين تسيطر الدولة الإسلامية على مساحات واسعة من أراضيهم في غرب وشمال البلاد يتحدثون عن استعدادات عسكرية قوية ويحاولون بناء منظومة عسكرية وأمنية داخلية رغم المصاعب الاقتصادية تحاول إدارة دفة الحرب القادمة عبر التنسيق بين الجيش الحكومي الذي يعاني من نتائج هزيمته الصيفية الأخيرة وبين الميليشيات الطائفية المسلحة إضافة للتعاون المباشر مع الجيش الكردي (البيشمركة) والذي أعلن وزيرها جبار الياور عن أرقام خسائر بشرية كبيرة بين صفوفها بلغت الألف قتيل وأربعة آلاف جريح! وهي خسائر ليست بالهينة أبداً
معركة الموصل ستكون ملحمية بكل أبعادها والبنتاجون في عهد الديمقراطيين لا يمكن له أبداً أن يغامر بإرسال الجيش الأمريكي من جديد للوحول العراقية ورمالها المتحركة، القرار خطير جدا وبحاجة لرئيس جمهوري يحقق الغرض النهائي قد يكون جيب بوش شقيق الرئيس السابق جورج بوش الابن أو قد يكون غيره! ولكن الديمقراطيين ليسوا على استعداد في الفترة الحرجة المتبقية من عمر إدارتهم لدخول المغامرة والتي لا تحتمل أي انتكاسة في حال خوضها؟
وحينما وضع البنتاجون الأمريكي سقفا زمنيا لحرب التنظيم قد يستمر لخمسة أعوام قادمة لم يكن يبالغ في التقدير أو يرسم معالم إحباط؟! بل كان التقدير بناء على دراسة ميدانية ممنهجة،
معركة الموصل من خلال استعداد مختلف الأطراف ستكون من أشد المعارك شراسة منذ نهاية الحرب العراقية الإيرانية ومعركة تحرير الفاو تحديدا عام 1988 والتي استمر الإعداد لها أكثر من عامين بعد سقوطها بيد الجيش الإيراني عام 1986 وحيث قدم الجيش العراقي أكثر من 55 ألف ضحية في وضع جيوسياسي كانت للعراق فيه الكفة الراجحة؟ فكيف اليوم والعراق يعيش أصعب لحظاته وفي ظل انهيار المعنويات وتداخل كل الخطوط والتوجهات…؟!، بصراحة دون تدخل بري ودولي مباشر على الأرض فلا ينتظر لمعركة الموصل إلا أن تكون كارثة دموية مروعة على مختلف الأطراف، والأمريكان بين خيارين أحلاهما مر؟، فعدم الحسم السريع سيؤدي لتفكك التحالف الدولي؟ كما أن الدخول السريع للمعركة قد يفجر مفاجآت غير سارة على صعيد حجم وطبيعة الخسائر التي ستصيب أطراف النزاع؟ في كل الأحوال ثمة كارثة سوداء تتجسد في سماء الشرق الحزين!.. والله يستر!