أعلنت قيادة الجيش العراقي الاثنين، في بيان، تحرير مدينة الرمادي التي تشهد معارك منذ عدة أشهر ضد تنظيم الدولة، ورفعت قوات مكافحة الإرهاب العلم العراقي وسط المدينة.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول، في بيان متلفز بثته قناة “العراقية” الحكومية: “لقد تحررت مدينة الرمادي، ورفعت القوات المسلحة من رجال جهاز مكافحة الإرهاب العلم العراقي فوق المجمع الحكومي بالأنبار”.
وباشرت القوات العراقية الاثنين في إزالة العبوات الناسفة والمتفجرات من شوارع وأبنية الرمادي المدمرة في غرب البلاد، غداة طرد تنظيم الدولة منها في إنجاز كبير في مواجهة مسلحي التنظيم الذين كانوا يسيطرون على المدينة منذ أيار/ مايو.
ولا تزال توجد جيوب لمسلحي التنظيم في أنحاء متفرقة في المدينة، لكن الجيش العراقي يؤكد أنه لا يواجه أي مقاومة منذ فرار المقاتلين من المجمع الحكومي الواقع في وسط المدينة والذي كان يمثل آخر معاقلهم الأحد.
وذكرت مصادر محلية أن عناصر تنظيم الدولة الفارين توجهوا خصوصا نحو الأطراف الشرقية للرمادي.
وقال إبراهيم الفهداوي، رئيس اللجنة الأمنية لمجلس الخالدية، وهي ناحية شرق الرمادي، إن “القوات الأمنية تسيطر الآن على جميع شوارع المدينة، ولا توجد أي مقاومة لداعش داخل المجمع بعد هروب عناصر التنظيم منه”، مشيرا إلى “بعض الجيوب التي تتم معالجتها من جانب القوات الأمنية”.
وقال قائد فرقة المشاة الآلية الثامنة في الجيش العراقي العميد الركن مجيد الفتلاوي، إن “التنظيم زرع أكثر من 300 عبوة ناسفة داخل أبنية وطرق المجمع الحكومي، وهي عبارة عن عبوات أكسجين وحاويات بلاستيكية تحتوي على مواد سي4 ومادة الكلور”.
وقال شهود إن عناصر تنظيم الدولة قاموا باحتجاز عدد من المدنيين لاستخدامهم كدروع بشرية عندما شعروا بأن صمودهم بات صعبا في الرمادي.
وقدر مسؤولون عراقيون قبل أسبوع عدد عناصر التنظيم في الرمادي بـ440 مقاتلا. ولم يتضح بعد عدد الذين قتلوا أو انسحبوا إلى مواقع أخرى خارج المدينة خلال جولة المعارك الأخيرة.
ولم تعلن السلطات العراقية عدد الضحايا في صفوف القوى العسكرية والأمنية، لكن مصادر طبية أفادت بأن نحو مئة جندي أصيبوا بجروح وتم نقلهم إلى مستشفيات في بغداد.
مليون نازح
ويبلغ عدد النازحين من محافظة الأنبار ثلث عدد النازحين الإجمالي في العراق والبالغ 3.2 مليون، تهجروا إثر هجوم الجهاديين في منتصف العام الماضي على مناطقهم.
ويقيم العديد من هؤلاء في إقليم كردستان العراق الشمالي، وقد احتفل العديد منهم بسيطرة القوات الأمنية على الرمادي التي بدت آثار الدمار والمعارك واضحة على أبنيتها وشوارعها.
وتأتي عملية استعادة الرمادي بعد استعادة القوات الحكومية مدينة بيجي (شمال بغداد) ومنطقة سنجار، معقل الأقلية الأيزيدية في شمال شرق البلاد.
استثناء الحشد الشعبي
واستعادت القوات الأمنية الحكومية المتمثلة بقوات مكافحة الإرهاب والجيش والشرطة الرمادي من دون مشاركة الحشد الشعبي الذي تمثله فصائل مسلحة شيعية مدعومة من إيران.
وأثارت استراتيجية رئيس الوزراء حيدر العبادي التي قضت باستثناء الفصائل الشيعية من معارك الرمادي والاعتماد على الائتلاف الدولي، جدلا وانتقادات.
ويرى الأستاذ في كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد إحسان الشمري، أن النصر الذي تحقق في الرمادي “في كل الأحوال هو استعادة لهيبة المؤسسة العسكرية العراقية”.
وأوضح أنه “للمرة الأولى بعد اجتياح تنظيم الدولة، يتحقق انتصار فردي بدون قوة الإسناد المتمثلة بالحشد الشعبي”، معتبرا ذلك “نجاحا للقائد العام للقوات والحكومة بكل الأحوال”.
وكان الجيش العراقي قال الأحد، إنه استعاد السيطرة على آخر معاقل تنظيم الدولة في مدينة الرمادي التي سقطت في أيدي عناصر التنظيم في أيار/ مايو، بعد فرار القوات الحكومية في هزيمة دفعت واشنطن إلى إعادة النظر في استراتيجيتها تجاه مسلحي التنظيم.
وبعد تطويق المدينة لعدة أسابيع، شن الجيش العراقي حملة الأسبوع الماضي لاستعادتها، ثم تقدم في آخر خطوة لاستعادة المجمع الحكومي الذي استعاده اليوم.
عربي 21