وقف العالمُ بأسرهِ قبل أسابيع، مندهشاً ومراهناً على الجيش الروسي ومعداته القادمة إلى أوكرانيا، وأنّ الحرب هناك لن تطول وسيكون النصر حليفاً للروس ذات القوة العظمى والسلاح الفتاك بأعداده الهائلة ونوعياتها العديدة، أمام دولةِ أوكرانيا الصغيرة نسبياً أمام روسيا.
تواردت عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ بداية الحرب صور لعشرات الأرتال والتي فاق طول إحداها ستين كيلومتراً مزودةً بأحدث الآليات العسكرية، وعززت تلك القوات بآلاف الجنود من عدة دول منها الشيشان، أمّا القيادة الروسية فقيل أنها وضعت خطةً للسيطرة على أوكرنيا خلال 48 ساعة، إلا أنها ومع المقاومة الأوكرانية العنيفة دخلت في اليوم الأربعين لتلك الحرب.
يوماً بعد يوم بدأت منصات التواصل الاجتماعي تغصّ بالصور والفيديوهات من أوكرانيا، أرتال محروقة ومدمرة على أطراف المدن الأوكرانية، وآليات مغطاة بالثلوج ووحيدة بعدما تعطلت أو تدمرت وتركها الروس خلفهم، أمّا مشاهد إسقاط الطائرات الروسية بدأت تنهال وتتداول بكثرة.
بحسب هيئة الأركان الأوكرانية، بلغت خسائر الجيش الروسي في أوكرانيا حتى اليوم الاثنين 4 آذار/مارس 147 طائرة حربية و 134 حوامة، في حين خسرت 18 ألف و 300 جندي، بالإضافة لتدمير 647 دبابة و 1884 مدرعة و 330 مدفعية و 107 منظومة إطلاق صواريخ و 54 منظومة دفاع جوي عدا عن خسارتها 1273 مركبة عسكرية و 7 سفن 92 طائرة مسيرة و 76 عربة وقود.
ويوم أمس الأحد أعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أنّها تسببت في خسائر 80 بالمائة من فوج الدبابات رقم 59 الروسي بالقرب من خاركيف.
وكان قد انكشف حجم الخسائر الروسية محيط العاصمة الأوكرانية كييف يوم أمس عقب انسحاب القوات الروسية من المنطقة باتجاه روسيا وبيلاروسيا، في حين أعادت القوات الأوكرانية السيطرة على 40 بلدة ومدينة أوكرانية.
ليست أوكرانيا وحسب من أثبتت أنّ السلاح الروسي مجرد خردة، ففي 2020 وبعد السيطرة من قبل أذربيجان على إقليم “كاراباخ” قال رئيس الوزراء الأرميني “نيكول باشينيان” أنّ “روسيا تسببت بخسائر فادحة لجيشنا في كاراباخ، ففي الأيام الأولى للحرب كانت الأنظمة الحربية روسية الصنع لدى قواتنا لحماية الأجواء هدفاً سهلاً لأذربيجان وتم تدميرها”.
أضاف باشينيان في حديث مع صحيفة “كلاش ريبورت” للأسف لم تعمل الأنظمة الإلكترونية روسية الصنع، لقد خذلت هذه المعدات أرمينيا ولم تؤمن أجواء بلادنا، وأن أنظمة “ريبيلينت1” المضادة للطائرات المسيرة كانت لقمة سائغة للجيش الأذري.
ليس الحال مختلفاً في سوريا، التجربة الروسية في سوريا رغم أنّ روسيا جعلت منها ترويجاً لأسلحتها لكنها في الواقع أثبتت فشل غالبية تلك الأسلحة، فمنذ بدء الحملة العسكرية الروسية في سوريا عام 2015 وحتى عام 2018 سجل سقوط 19 طائرة حربية ومروحية روسية، في حين تدمرت عشرات الآليات الروسية في عدة معارك خاضتها قوات النظام وروسيا ضد قوات المعارضة السورية.
يذكر أنّ منظومات الدفاع الجوي الروسية أثبتت فشلها بشكل متكرر في سوريا مثل منظمومة “s300” التي فشلت في التصدي للضربات الإسرائيلية المتكررة بصواريخ الكروز والضربات الجوية، في حين دمرت طائرات البيرقدار التركية عدداً من تلك المنظومات على مختلف أنواعها خلال عملية “درع الربيع” في إدلب.
مقال رأي بقلم: إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع