قال المبعوث الدولي إلى سورية “ستيفان ديمستورا” أن النقاشات الحالية في جينيف7 تجري حول جدول زمني لعملية وضع دستور جديد وليس شكل الدستور بحد ذاته, معلناً أنه يعتزم إجراء أربع جولات تفاوضية أخرى هذه السنة مشدداً على أن الأكراد جزء أساسي من النسيج السوري, ويجب أن تكون لديهم كلمة في مستقبل سورية ودستورها الجديد, كما قال ديمستورا أن المعارضة توصلت إلى موقف متقارب في المسألة الدستورية, يوجد عندها نقاط مشتركة مع النظام, وأعلن ديمستورا عن أمله أن تدخل سورية مرحلة جديدة نهاية العام الجاري, واعتبر أن ما يجري حالياً هو عمل تحضيري لمؤتمر سلام حقيقي في جينيف:
تأثير التقارب الروسي – الأمريكي:
يبدو أن اللقاء الذي جمع بين الرئيسين الأمريكي “دونالد” ترامب, والروسي فلاديمير بوتين في مدينة هامبورغ الألمانية والذي أفضى كخطوة أولية إلى اتفاق وقف إطلاق النار في أقصى الجنوب السوري, كان له تأثير واضح حول مجريات أحداث أعمال النسخة السابعة من جينيف والتي تتم برعاية أممية ودولية.
فتفاؤل ديمستورا وبعض شخصيات المعارضة السورية لتحقيق اختراق في المباحثات السورية يعكس بشكل أو بآخر دور التفاهم المؤقت بين الزعيمين المذكورين في قمة هامبورغ, فأولى ما لمسه المراقبون بعد قمة هامبورغ تقارب “مقبول” بين أطياف ومنصات المعارضة السورية التي بقيت مبعثرة ومشتتة على مدار سنوات الثورة, أما الأمر الثاني الذي لمسه وشدد عليه المراقبون والمحللون السياسيون هو ارتياح ديمستورا الواضح ونبره حديثه المتفاءلة في النسخة السابعة من المفاوضات.
لكن الطرف الذي يبدو أنه متضرر من أي اتفاقات سياسية دولية, أو تقارب أمريكي روسي حافظ على صمته ولم يعط لما جد عن اجتماعات النسخة السابعة أي جانب من الأهمية, بل حاولت وسائل إعلامه التشويش على أي تفاؤل أو ترقب لنية الجميع مناقشة سلال ديمستورا الأربع بالتوازي مع الحديث عن كل أشكال الانتقال السياسي للسلطة في سورية.
مواقف المعارضة السورية:
على مدار فترات انعقاد سلسلة مؤتمرات المفاوضات في جينيف, والشيء المأخوذ على المعارضة السورية هي عدم توحدها واختلاف آرائها, بل وصل الأمر إلى تبادل الاتهامات وتراشق عبارات التخوين, على اعتبار أن بعض المنصات السياسية المحسوبة على قوى الثورة والمعارضة, هي تابعة لدول حليفة للنظام السوري كمنصتي موسكو والقاهرة, في حين أن بعض الشخصيات المعارضة الأخرى هي قريبة من النظام وتتبنى رؤيته, أما اليوم فقد لمس الجميع عبارات ذات لهجة أخف, ودعوات تدعو لرص الصفوف بين أطياف المعارضة, على اعتبار أن المجتمع الدولي اليوم يسعى إلى تحويل المعركة العسكرية إلى معركة سياسية على طاولة المفاوضات.
وهناك من تفاءل بتغيير سلوك المجتمع الدولي بالتعاطي مع مفاوضات جينيف وجعلها تظهر بمظهر الأكثر جدية, لكنه حمّل النظام مسؤولية أي فشل فيها, كما قال الدكتور يحيى العريضي:
“هناك تطورات كثيرة جداً تحدث, والكثير من الأيادي تتدخل في سماء سورية وأرضها في الواقع, نأمل أن ينخرط النظام في مرحلة معينة بالمفاوضات بجدية”.
مرونة روسية لا تخلو من المراوغة:
موسكو تحاول اليوم أن تكون إيجابية قدر الإمكان, ولكنها لا تستطيع سوى أن تحافظ على موقعها القريب من نظام الأسد, والمتمسك بالابتعاد عن مناقشة مصيره في أي جولة مفاوضات, فقد رحبت بالتقارب بين أطياف المعارضة في هذه الجولة السابعة من المفاوضات, لكنها عادت للعب على حبال المراوغة السياسية, فاعتبرت أن الاتجاهين الرئيسيين للمفاوضات هما الإصلاح الدستوري, ومحاربة الإرهاب وفقاً لوزير خارجيتها “سيرغي لافروف”, مع ضرورة طرح كل الموضوعات المتبقية بما في ذلك الحكومة الإنتقالية, إذن هو تركيز روسي على سلتين إحداهما هي مطلب أساسي للنظام, والأخرى تعتبرها المعارضة مناورة لتجنب الدخول في صلب الخلاف الأكبر, والمتعلق بسلة الانتقال السياسي..
المركز الصحفي السوري-حازم الحلبي.