صفقة تبادل بين الحكومة اللبنانية وجبهة النصرة المتمركزة في جرود عرسال تم بموجبها إخراج 16 شخصا من عناصر الجيش اللبناني، يوم الثلاثاءالماضي، بوساطة قطرية، حيث كان الدور الأبرز لمدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم الذي كان مواكباً لجميع التفاصيل، في حين كانت مواقع التواصل الاجتماعي تشتعل بمواقف متناقضة بين مؤيد للعملية وبين معتبر أن هيبة الدولة اللبنانية قد ضاعت بهذا الاتفاق.
اشترطت جبهه النصرة على عدم السماح لجميع القنوات بتغطية الحدث، فكان للجزيرة التغطية الحصرية بالإضافة لمراسل قناة إم تي في اللبنانية حسين خريس الذي لاقى هجوماً من بعض الصحفيين، حيث اتهموه بالتخوين و التعامل مع الجماعات الإرهابية على حد وصف البعض، كما نالت قناة الجزيرة نفس التهم بالتبعية لقطر وأنها وراء عملية
الخطف في لبنان.
في الوقت ذاته لاقى الجنود المفرج عنهم نفس الهجوم والاتهام بالتخوين حين أعربوا عن امتنانهم لجبهه النصرة وشكرهم لها لحسن معاملتهم، ففي لقاء على قناة الجديد مع أحد العسكريين المحررين جورج خزاقة قال :” نشكر جبهة النصرة على حسن معاملتها ” تقاطعه المذيعة مستغربة كيف تشكر من قام بخطفك ” ليؤكد أنه لا يستطيع إنكار حسن المعاملة، تختم الحديث معه وهي مستغربة كيف لشخص أن يشكر جهة ما قامت بخطفه وحرق قلب أهله لمدة طويلة دون ضغط الجهة الخاطفة ؟؟.
حزب الله اللبناني كان له وجهة نظر مغايرة تماماً قبل التبادل، فقد صرح حسن نصر الله في خطاب سابق له عن عدم قبوله بالمفاوضات وعدم السماح للإرهابيين بالعبث بأمن لبنان على اعتبار أنهم ضمن أراضي الدولة اللبنانية، ليتغير الحال بعد التفاوض ويصرح حزب الله عبر مراسلهم ماهر الخطيب على الصفحة اللبنانية الإلكترونية :” لا يجب أن ننسى دور حزب الله في الحرب على الإرهاب، ولولا هزيمة جبهة النصرة في تل موسى والجبة وعسال الورد وفليطة ورأس المعرة وجرود عرسال والتضحية التي قدمها حزب الله وتضييق الخناق على جبهة النصرة لما كانت الحرية لجنود الجيش، وأن الحزب لا يريد من أحد شكره على هذا الإنجاز”، ليعلق مواطن على هذا الكلام ساخراً “هل باتت أيام الجبهة في المنطقة معدودة ؟؟”.
استضاف أحد الجنود المحرّرين في منزله قناة ” ام تي في ” اللبنانية لمعرفة ما حصل معه أيام الاعتقال لدى جبهة النصرة فأكد :”أن وضع اللاجئين في عرسال صعب جدا، وأن المجاهدين في المخيم هم أصحاب قضية ويجب الدفاع عنها نافيا عنهم صفه أنهم إرهابيين “.
ميشيل عون رئيس حزب التيار الوطني الحر قبل أسبوع واحد أكد نفيه القاطع على قبول أي تفاوض مع جبهة النصرة لاعتبارهم إرهابيين و أن ما فعلوه في سوريا من قتل ودمار لا يمكن السماح لهم بإعادة ذلك في لبنان، لينافي كلامه في لقاء له على قناة روسيا اليوم :”بأنه حان وقت التفاوض !!”.
الشارع اللبناني بعيد عن خلافات السياسيين والاتهامات المتبادلة بين الأطراف السياسية والإعلامية، واعتبر يوم إطلاق سراح الجنود يوم عيد، فنزل اللبنانيون إلى الشوارع احتفالا بهذا اليوم، واعتبروا هذا التحرير لا يسقط البلد بل يحافظ على قوته.
أماني العلي ـ المركز الصحفي السوري